” سطر لنا التاريخ و الأدب العالمى و تراثنا العربى قصص حُب شهيره مازلت محفوره داخل عقول و خيال الكثيرين ، من ابرز هذه القصص على سبيل المثال و ليس الحصر << كليوباترا وأنطونيو _ قيس وليلى _ عنتر و عبله _أورفيوس وإيرودايس _ بيراموس وتيسبي _لانسيلوت وغوينفير _ بوكاهونتاس وجون سميث>> و غيرها من الروايات و التى تم انتاج الكثير منها فيما بعد كأفلام عالميه ، لكن تبقى أقوى و أشهر هذه القصص قصة “روميو و جوليت” التي يضرب العشاق بها المثل حتى الآن و هى أحد أشهر قصص الحب على مر التاريخ ،“روميو و جوليت ” هى قصة الحب الخالده و التى ستظل فى كل زمان و مكان ، لكن هل تخيلتم يوماً ماذا كان سيحدث لو “روميو” تزوج من “جوليت” ؟!.. فى السطور التاليه سوف تعيشون معى قصة زواجهما .. لكن على الطريقه المصريه ” .
ككل قصص الحب تكون البدايات هى أعظم ما فى الحكايه أول نظره و أول لقاء و أول كلمه ، تبادل المشاعر و الأحاسيس الجميله الهدايا و الورود و الرسائل الغراميه الضحك و الدموع الأشواق المتبادله بعدها قررا الإرتباط ببعضهما ليتوجا هذه القصه المُلتهبه بالزواج ، ذهب “روميو” و طلب يد ” جوليت” من والدها و كالعاده بدأت الأسئله و الإستجاوبات من نوعية “شقتك فين و مساحتها أد إيه؟ _ و شغال إيه و مرتبك كام ؟ عاوزين شبكه بقيمة كذا و كذا و المهر هيكون كذا _ و الفرش عليك و الأجهزه و الأثاث كمان _ و لازم يكونوا من أفخم المحلات الشهيره بوسط البلد، و ماتنساش المواسم و الخروجات و الأعياد و خصوصاً عيد الأم و فترة الخطوبه عامين” يتدلى فك “روميو” لأسفل و كأنه يريد أن يبدى امتعاضه أو ندمه على الوقعه المهببه اللى ورطته فيها الست “جوليت” و كأنه قد تقدم إلى إبنة ملك أو إمبراطور مثلاً ، بعد أن تتم الخطوبه يظن “روميو ” أن الأمور قد إستقرت و أن “جوليت” حبيبته قد صارت ملكه و لما لا و هى ترتدى دبله محفور عليها اسمه و تاريخ ارتباطهما.
و كعادة اى حواء خلقها الله و بعد أن كانت “جوليت” هى الأميره الساحره الهادئه تحولت بقدرة قادر إلى سجان عملاق ثرثاره لا تمل و لا تكل من الطلبات حتى أصبحت وكأنها فاتورة طلبات متنقله، و بعد أن كانت الخروجات و المقابلات لأرقى المطاعم و الكافيهات تبدل الحال و اصبحت جميع الزيارات و الخروجات خاصه بالمفروشات و انواعها و ألوان الستائر و الأقمشه و النجف و التحف و الصينى _ ، فغر “روميو” فاهه و اتسعت حدقتيه من ثمنه الذى يبلغ الألاف من الجنيهات لكى يتم و ضعه فى رقعه سحريه مصنوعه من الخشب لا يعرف قيمتها فى العالم سوى بنات حواء فقط و تسمى “النيش” ، يضطر “روميو” للعمل فترتين صباحاُ و مساءاُ لكى يتمكن من توفير المال اللازم ، و بعد شهور يظهر “روميو” ذلك الفتى الوسيم ممشوق القوام و هو رث الهيئه أشعث الشعر أغبره طويل اللحيه كبطل من أبطال كاريكاتير “أحمد رجب و مصطفى حسين” فى المسلسل الرمضانى الشهير “ناس و ناس”.
بعد ان تنتهى فترة الخطوبه و الانتهاء من تأسيس عش الزوجيه و متطلباته و تكاليفه الباهظه يبدأ العروسان “روميو” و”جوليت” فى الإعداد لمراسم حفل العُرس الكبير و كتب الكتاب و خلافه من ملابس و جاتوهات و كوافير و استديو و الفوتوسيشن و افخم القاعات ، و بعد أن تم استنزافه ايما استنزاف يدخل “روميو” و “جوليت” قفص الزوجيه و تتسلم “جوليت” مفاتيح القفص ، و تصبح الحارس الوحيد و السجان الشرس الذى سوف يظل جاثماً على صدر المغفور له السيد “روميو” .
و تبدأ حياه أخرى من المسؤوليات و الطلبات التى لا تنتهى و يشعر “روميو” أنه قد فقد حريته تماماً و أن “جوليت” الماكره هى من مكرت به وألقته إلى غيابات الجُب المُظلمه ، أصبح يشتاق فى كل لحظه إلى أيام العزوبيه الخوالى و ترحم بكل أسى و ندم على ما مضى ، بعد فتره صار “روميو” أب و ” جوليت ” أم و تبدلت هيئتهما تماماً فـ “روميو” ذلك الفتى الوسيم أصبح ممتلأ البطن مترهل اللحم ملتصق الفخدين أصلع ، و “جوليت” الفتاه الساحره رائعة الجمال تبدلت هيئتها هى أيضاً و ليل نهار تصرخ و تجري بخُفها خلف صغارها ، اصبحت سمينه ممتلئه مترهلة الأرداف اختفت عيناها خلف لحم و جهها و شعرها “المنكوش” دوماً و رائحة المطبخ التى تفوح منها باستمرار ، و بعد أن كانا الاثنان بطلا لقصص الحُب و الغرام أصبح “روميو” بطلاً شهيراً فى ساحات محاكم الأسره و “جوليت” تغيرت هى أيضاً و اصبحت زبونه مقيمه دائماً فى برامج المرأه “أُريد حلاً”.
-
محمود حافظحياتي هي مملكتي لن أجبر احد على دخولها أو الخروج منها، و لكن استطيع ان أجبر من يدخلها ان يحترم قوانينها