دع عنك النبل والتنظير !!!

احيانا حقا لا نريد من الاخرين اكثر من ان يتركونا وشأننا ولكن هيهات ان نحظى بمثل هذا الترف !!

يحكى انه في احدى الحظائر تم فصل الابقار عن الثيران بسياج من الاسلاك الشائكة بغرض التلقيح في وقت معين ،

فجاء احد الثيران وقد هاجت عليه غريزته يسأل عن كيفية عبور السياج للوصول الى المحبوبات ! فدلوه على ثور كبير يجلس بعيدا اسمه الاستشاري ؛ فذهب اليه مستنصحا !

فقال له الاستشاري : ابتعد عن السياج مسافة لا تقل عن مئة متر واركض بسرعة لا تقل عن سبعين كلم / ساعة واقفز بزاوية لا تقل عن ستين درجة ! ثم اقضي حاجتك وارجع بنفس الطريقة !

فقال له الثور الهائج : ماذا ان اخطأت في الحسابات ، كالمسافة او السرعة او القفز ؟

فقال الاستشاري : سوف تخسر اعضائك التناسلية في السياج الشائك !

فقال الثور وقد بان عليه العجب : وماذا افعل بالحياة بعد ذلك؟

فرد قائلا : تصبح استشاريا .

تذكرني هذه الحكاية في مثل معروف ومشهور بأن فاقد الشيئ لا يعطيه !!

ويؤسفني ان اقول ان هذا حال بعضنا لا بل حال اقرب الناس الينا .

يدعوك بثوب النصيحة ان تمسك يدك عن النفقة التي برأيه لا معنى لها لتراه ينفق اضعاف ما تنفقه وفي نفس الطريق لا بل واكثر بذاخة وسذاجة لترى نفسك اذا ما تأملت الطريقين وجدت نفسك ما تجاوزت في نفقتك حد حاجتك ومعطيات حياتك بعد ان كاد يدخل في نفسك شك القناعة في ذلك لتبدأ بلومها وبغضها وتحقيرها وهي بريئة من ادانتك لها كما برئ الذئب من دم يوسف !!

يملي عليك بالنصائح والتنظير وتراه بارعا في التنقيح والتجميل ويبدأ حديثه بالزوجة ورقتها وقول سيد المرسلين "رفقا بالقوارير " لتكتشف انه ضرب زوجه وطلقها منذ زمن قصير .

تماما كعطار يخلط الاعشاب ويبيع دواء للتنحيف وكرشه امامه متر !!

جميل جدا ان تكون نبيلا والاجمل ان تنقل هذا النبل والخلق وتبدي النصائح لهذا وذاك فصدقني اني قد اتفاعل معك اذا ما اعطيتني درسا عن الصدق والامانة ولكنها ستنتهي بنكته ساذجة اذا ما عرف لاحقا انك ملاحق امنيا بسبب شهادة زور

او بتهمة سوء الامانة !

ولينطبق عليك وقتها قول شاعرنا :

كالعيس في البيداء يقلها الظمأ …

والماء فوق ظهورها محمول ...

كن واقعيا ارجوك اذا ما اردت ان تسدي لي النصيحة ولا تلمني بشئ انت تعتريه ولا تزجرني عن شئ انت مبتلى فيه واتركني وشأني واشغل نفسك بنفسك ودع عنك النبل والتنظير فمثلي لا يقومه ولا يصلحه مثلك .

بقلم / ابو البراء