فرصة اخرى. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فرصة اخرى.

بدون كلام

  نشر في 26 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

تناثرت اخر اوراق السنديانة ،جلست قرب نافذتها تتامل الشجرة الكبيرة التي سلبها الخريف رداءها ،لقد رحل من كان يتعهدها بالعناية ،مضت اعوام على غيابه ،كانت تراه فضا وهو يأمرها بعدم اللعب قرب حديقته وصارت تراه متفانيا في عمله.مازالت تتذكر وجهه وهو يأمر ابنه بنزع الارجوحة التي علقها لها على الشجرة ،متحججا بانها ستكسر الاغصان .

وكان الصبي يؤكد لابيه بانها طفلة خفيفة الوزن ولن يكسر ثقلها الغصن القوي ،كان يطلب منها ان تتشبث جيدا كي لا تطير حين يدفع الارجوحة بكل قوته،وكان الوالد يستسلم في الاخير مؤكدا لابنه بانه غبي وبان الجميلة الصغيرة التي يستميت لاسعادها ستتركه لما تكبر .

جلست على الارض الباردة واتكأت على الحائط مبتعدة عن النافذة وكانها تهرب من ذكرياتها لم تكن تفكر بشيء محدد غير انها احست بان افكارها تتناحر من شدة الاختلاف تحاملت على نفسها وخرجت متثاقلة من غرفتها وسمعت كلاما من حولها كان حتما موجها لها غير انها اكتفت بالابتسام لاخر وجه رأته قبل ان  تطفئ النور و تستلقي قبالة التلفاز.

_لقد جهز العشاء .

كان صوت امها اشبه بنغم حزين يزيد تأثرها كلما كانت حزينة .

_سانام ،تعرفينني ساستيقظ في منتصف الليل لاكل اذا ما شعرت بالجوع.

واستسلمت لنوم عميق .

رأته فجأة امامها يضغط بقوة كبيرة  على يدها ،لم تكن تدري ما الذي تقوله ،فقط سمعت صوتها مختلطا بدموعها ،اخبرته بتعبها ،بيأسها ،بكل ما سببه لها من حزن ،لم يتكلم فقط ظل ينظر اليها ممسكا يدها بقوة .افاقت من نومها و دموعها تبلل الوسادة ،مازالت تحس بضغط يده على يدها ،غضب و حزن هذا كل ما كانت تحس به.

طبعت قبلة على جبين والدتها و همست لها:_ادعي لي.وهي تغادر .

لما فتحت باب المنزل تفاجأت بالسيارة المتوقفة ،كان يدخن سيجارته و ينظر الى السنديانة الكبيرة .

كانت ستعود على اعقابها ،لكنها تحدت نفسها و تقدمت بتردد ،فكرت بانه عليها ربما ان تحقق حلمها وتخبره بمدى قسوته و غضبها ،غير انها بقيت صامتة كعادتها ،فكرت دائما بانه في اللحظات السيئة من الافضل عدم الكلام .

_هل اوصلك؟

 _هل ستتركني اقود هذه المرة ،فقد كنت سائقا سيئا جدا؟

سلمها المفتاح و صعد الى السيارة بسرعة وكأنه يخشى ان تغير رأيها ،لمحت والدتها تنظر اليها من النافذة وكانها تشجعها بنظراتها على مرافقة زوجها،لم تره منذ شهر تقريبا غير ان الوقت لم يغير احساسها بالمرارة ،مازالت عاجزة عن فهم قدرة الانسان على جرح شعور من يحب.

 




  • 11

   نشر في 26 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

عبارة قوية جدا..سلسبيل
مازالت عاجزة عن فهم قدرة الانسان على جرح شعور من يحب. .. يحدث احيانا .. من الطرفين
1
Salsabil Djaou
يبقى التسامح عندما يتعلق الامر بمن يقدروننا و يتعبون جدا لاجل سعادتنا اسلم رد فعل و لو اخطؤوا احيانا عن غير قصد غالبا ، اشكرك على كلماتك الطيبة دائما وعن تشجيعك لي ولمعظم الكتاب على المنصة ، تقديري لك و لمرورك العطر سيدي الكريم.
راوية وادي منذ 6 سنة
فعلاً رقيقة و هادئة . النفس الإنسانية غريبة بما فيها من تداخلات و تأتي الأحيان التي لا نفهم كيف استطعنا أن نسامح أو كيف نزيل جبال الألم من على أنفاسنا في لحظةٍ و نبدأ من جديد ...أحسنت سلسبيل
2
Salsabil Djaou
القدرة على الغفران ،هي القوة الحقيقية بالنسبة الي ،ان تملك قلبا لا يحمل الضغينة لحبيب او غريب هي مرحلة هدوء نفسي قليل من يعرفه ،اسعدتني بتعليقك سيدتي ،اشكرك لمرورك العطر ،تحياتي.
بسمة منذ 6 سنة
يعجبني اسلوبك في كتابة القصص ، سهل ، انسيابي ، واضحة المعاني والأفكار ... دمتي مبدعة .
2
Salsabil Djaou
اشكرك جدا على تعليقك وعلى تشجيعك اختي بسمة،بانتظار كتاباتك ،تحياتي.
سارة منذ 6 سنة
مازالت عاجزة عن فهم قدرة الانسان على جرح شعور من يحب. Am speechless
1
Salsabil Djaou
اشكرك سارة المتألقة على مرورك العطر ،تحياتي صديقتي.
جممميل راقت لي كلماتك الجميله
1
Salsabil Djaou
اشكرك نجوى على تعليقك ،مرحبا بكاتبة جديدة بيننا ،ارجو لك كل التوفيق.
creator writer منذ 6 سنة
يا الهي ، قصة رائعة جدا وأسلوب سلس وبجميل ، كم مرة قلت ( اللــــــــه) وانا اقرا هذه القصة القصيرة !
ابدعتي في ايصال المعنى والهدف بإسلوب جميل ومفردات منتقاة بعناية ،
أحب كثيرا ما تكتبيه .
استمري :) .
2
Salsabil Djaou
اسعدتني كثيرا بتعليقك الجميل،اشكرك كثيرا على التشجيع صديقتي ،تحياتي.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا