من الملاحظ ان هناك جحود واضح لدور الحضارة الإسلامية وتأثيرها في الحضارة العالمية، وكيف ان الحضارة الغربية بدأت عندما انتهت الحضارة الإسلامية ، فالحضارة الاسلامية كانت معبرا حضاريا للحضارة الاوربية المعاصرة.

الحضارة الإسلامية لم تكن فصلا عابرا في سجل الحضارة الإنسانية، ولم تكن أيضاً فلتة حضارية لأنها قامت وازدهرت خلال الحرية الفكرية التي كانت تسود العالم الاسلامي، وكان حكام المسلمين انفسهم علماء وادباء وشعراء وكانت مجالسهم وبلاطهم ملتقي الفكر والعلوم،وكانت القصور والمساجد ودور العلم وبيوت الحكمة بهاالمكتبات العامرة بالكتب ومزودة بحجرات للنسخ والاطلاع يقدم فيها الورق والاقلام والاحبار بالمجان، حتي اصبح في الاندلس لا يوجد أمي واحد بينما لم يكن في اوربا من يعرف القراءة والكتابة باستثناء طبقة الكهان، وهذة النهضة العلمية والتعليمية والفكرية ازدهرت في بلاد الاسلام لأن الحكام كانوا يعتبرون انفسهم حماة العلم، لهذا اقاموا دور العلم وبيوت الحكمة وخزائن الكتب واجزلوا العطاء للعلماء والشعراء والكتاب ليتفرغوا للفكر والمعرفة، لأن الرسول قد دعانا الي العلم قائلا : لاخير فيمن كان من امتي ليس بعالم او متعلم.

واصدق وصف للحضارة الاسلامية ما قيل عن العرب بأنهم كانوا يضربون في الصحراء وظلوا نكرة عدة قرون فلما جاءهم النبي العربي اصبحوا بتعاليمه قبلة الانظار في العلوم والمعارف وكثروا به وعزوا ولم يأت عليهم قرن حتي استضاءت اطراف الارض بعقولهم وعلومهم.

فالحضارة الاسلامية اصبحت في عقد الحضارة الانسانية درة فريدة وكريمة بفضل عباقرة هذة الحضارة الذين أثروا في الفكر الانساني كله قبل عصر النهضة الاوربية.