أبو الأسود الدؤلي هو ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤليّ الكنانيّ، ولد في العام السادس عشر قبل الهجرة، وهو من كبار التابعين، وأعيانهم، وفقهائهم، وشعرائهم ومحدّثيهم، وهو عالم نحويّ وضع علم النحو في اللغة العربية، وضبط قواعده، حيث وضع الفاعل، والمفعول به، والمضاف، وحروف النصب، والرفع، والجر والجزم؛ لهذا لقّب بملك النحو، كما شكّل أحرف القرآن الكريم، ووضع النقاط على أحرف العربية بأمر من عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. كنية أبي الأسود الدؤلي يكنّى بأبي الأسود، وقد اشتُهر بها أكثر من شُهرته باسمه، رغم أنّه لم يكن صاحب بشرة سوداء، وليس له ولدٌ يحمل اسم أسود، ورضي بكنيته لأنّ اسمه ظالم، وهو ثقيلٌ على السمع، بل ويتنافى مع مكانته الاجتماعية باعتباره قاضياً يتّصف بالعدل. معلومات عن أبي الأسود الدؤلي وُلد غالباً في اليمن، واتفق الغالبية أنّه توفي عن عمر يناهز 85 عاماً، حيث أشار لذلك ابن خلكان، وأبو الفرج والخوانساري وهو بهذا من الأشخاص المخضرمين الذين عاصروا الجاهلية والإسلام. أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إلّا أنّه ليس من الصحابة؛ لأنّه لم يرَ رسول صلى الله عليه وسلم رغم أنّه أدركه، وكان قوم أبي الأسود بنو الدئل بن بكر حلفاء قريش ضمن عقد صلح الحديبية، وهم الذين اعتدوا على خزاعة؛ وهو سبب فتح النبي صلى الله عليه وسلم لمكّة. لم يدخل المدينة إلّا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أخذ فيها من العلم الشرعيّ الكثير، حيث أخذ الحديث عن بعض الصحابة منهم الصحابيّ عمر بن الخطاب. روى الحديث عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وأبو ذر الغفاري، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، والزبير بن العوام، ومعاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري، وعمران بن حصين، كما قرأ القرآن على عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب. جُمعت قصائده في عدد من المؤلفات أشهرها ديوان أبي الأسود الدؤليّ لأبي سعيد الحسن السكري تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين، وديوان أبي الأسود الدؤلي لعبد الكريم الدجيلي. درّس أبو الأسود علم النحو والعربية، وقراءة القرآن، وقد أخذ عنه عدد من الرجال، أشهرهم: نصر بن عاصم الليثي الكناني، ورامي الأسدي، ويحيى بن يعمر العدواني. تولّى العديد من المناصب في البصرة في خلافة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان رضي الله عنهما، وقد كان كاتباً لعبد الله بن عباس في خلافة عليّ بن أبي طالب، ثمّ استخلفه ابن عبّاس على إمرة البصرة فأقرّ ذلك عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. أبو الأسود الدؤلي.