لماذا نعانى
"أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" فالأنبياء و من يليهم درجةً لإن الله يريد لهم خيراً عظيما ، فيجب أن يذوقوا ألما و بلاءاً ليختبر صبرهم و قدرتهم على تحمل الألم حتى يعلم أيستحقون حقاً ما أعده لهم من جنات أم لا .
نشر في 30 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
-
اخبرني يا عزيزي أين تكمن المتعة و الإثارة إذا سارت الأمور على ما يرام ؟!
لماذا سنلجأ لله و نعوذ به إن كنا أقوياء بأنفسنا ؟!
لماذا فعل الله لى هذا ؟! لماذا أنا يا ألله ؟!
كل هذه تساؤلات تجول مرارا في دروب الفكر ، ولكن الإجابة نسبية من منظور لآخر .
يقال أن اليسر يأتى من قلب العسر ، و لكن ما هى كيفية الإنتقال ؟ .. حتى تنتقل من مكان إلى آخر سواء نفسياً او مادياً ينبغى عليك بذل الجهد ، اذاً السعى هي كيفية الإنتقال .
و ما نوع الطاقة المستخدمة لروح الإنسان حتى يبذل الجهد كما ينبغى ؟ إنها طاقة إيمانية روحية خالصة لله و من الله أي الدعاء و الالتجاء لله و الخضوع له .
هذه الطاقة الإيمانية هى غذاء مستمر للروح طوال الدنيا اذا انقطعت عنها الروح بلا شك ستذبل و يشهد قوله تعالى ( و من أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ) ، لذلك إذا لم تتغذى عليها باستمرار بمحض إرادتك يجب أن
يجعلك الله تلجأ لها اضطراراً رحمةً منه و فضلاً .
هذا لا يعنى أن من يتشبث دائماً بحبال الله غير معرض للابتلاء بل على العكس ، لا بد أن يختبره الله حتى يعلم الصادقين من المنافقين .
و على ذات المنوال ، فإن المتعة و الراحة تأتى من قلب الألم و المعاناة . أخبرنى ما شعورك عندنا تلامس شفتاك كأس ماء بارد بعد طول صيام ؟! ما أجمل المنال بعد الحرمان !
لكن من الطبيعى شرب الماء عندما تعطش في يوم عادي ، ليس فيها ما يوصف باللذة ... لإنك لم تذق ألم اللذة ..
على ذلك فإن إن كنت دائما في أحسن حال ، صدقتى لن تشعر باللذة لإن الروح اعتادت على هذا الحال و صار أمراً بديهياً لها و سهل المنال إلا إذا شكرت الله على هذا الحال فتدرك الروح قيمة النعمة . ما أريد قوله أن الإبتلاء عطش شديد يجب عليك الصبر و بذل طاقتك الروحانية و الإيمانية حتى تذق حلاوة كأس الفرج و تشعر باللذة التى ليس لها مثيل .
الدنيا ذاتها ابتلاء مقارنةً بالجنة و ما فيها ، فيجب علينا الصبر و بذل الطاقة الإيمانية دائماً حتى يفرجها الله علينا بالجنة فنذوق ما لم نذقه من قبل و نرى ما لم يتخيله أحد و نسمع ما لم يسمعه أحد .
خلاصة القول أن الكون قائم على مبدأ الألم من أجل المتعة ، و العسر من أجل اليسر ، و أننا نعانى حتى نتقرب إلى الله ؛ قال تعالى ( و ما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون )
تذكر جيداً أنه قبل أن تصل إلى أبواب الجنة يجب عليك أولا أن تتخطى الجحيم .
-
Mohaamed محمديجب أن تؤدي دورك الهزلي بكل جدية !