كنت الفتاة ذات الطّموح العالي ، الأحلام التي تبلغ النجوم و الفكر المنشغل دائما بالكون و أسراره. أذكر كم زهدت في الحبّ و قصصه ، طلبت اللّجوء إلى عالم الكتب و الكتابة بدلا من خيبات البشر و آلامهم . أنا التي كنت بهذه القوّة كيف كسرني حبّك؟
بيد إختلافنا تشبثت بك كثيرا، كنت واقعيا حدّ التشاؤم ، و أنا دائما ما وجدت عزائي في الأحلام و الدّعاء . آمنت بالعناية الإلهية و بكون القادم أجمل و أنقى، لكنّك دائما ما ضِعت في سلبيتك حتى نسيت أن تعيش
كثيرا ما تجادلنا عن الوجود ، لا أنفك أرددّ يا إلهي كم هو جميل أن نحيا و كم هي جميلة الحياة ، لكنّك أبيت إلاّ أن تشدّني رغما عن تفاؤلي إلى ضفّة اليأس حيث ما رأيت سوى كون الحياة محبطة و مأساوية ، تتركنا ندخل عالما رائعا نتلاقى ، نتعارف ، نقطع جزءاً من الطّريق معاً ثمّ نتوه عن بعض و نختفي بالسّرعة ذاتها التي جئنا بها المرّة الأولى.
إلهي كم كرهت رؤيتك للأمور من زاوية الشده ، كم كرهت كوابيسك التي أقلقت مضجعي و نغصّت عليّ أحلامي ، و كأنك ما دخلت حياتي إلاّ لتعكّر صفوها و تصدمني بفداحة الشجو و ضآلة الفرح .. حتّى عاديتني و رحت أحذو حذوك على غير إقتناع .. فتركتني حين تمكّنت سلبيتك مني.. و كأنك كنت تدخن بجانبي .. فأصابني الضّرر أكثر مما أصابك ، و تفشى السواد برئتيّ أسرع ، و حين إجتمعنا و تساوينا في المرض ، زهدت فيّ ، فلم أعد جذّابة كما كنت.
زعزت ثقتي بنفسي ، فشلت في كلّ شيء ، في إحتواء حنقك و في الدّفاع عن الجمال الذي طالما آمنت به في هذا الوجود.. و كأني رضيت بدور الضحيّة في حضرتك ، و سلّمت لك أمري كلّه فعجّنت روحي باليأس الذي عانيتَ منه طويلا ، رحت ربّما تبحث عن أمل آخر تقطع أواصره .
و أسأل نفسي ، ما بي تعلّقت بشخص لا يشاركني في شيء فتستعصي عليّ الإجابة ، و كأني ضربت بالتاريخ كاملا و بالنصائح و الكتب عرض الحائط و إستقبلتك بكلّ الرّجاء و كسرتني بكلّ السّأَم.
-
Sara barzizouiالكتابة شغفي الأول، أكتب لكي أتنفس و أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفي