هكذا الحب.
من ذنب إلى ذنب،
و من خطيئة إلى أخرى،
يقودك الحب...
فلا تطلب من الله حبا،
إن لم تكن مستعدا أن تمشي
بين جلاد المحاكم،
كقط مذبوح.
و أن تحاصر بالسلاسل
و الألغام،
و يبكي قلبك وحيدا،
لا خضرة، و لا حمام،
و لا أدوية..
أوهام...
و أن تزج في زنزانة
رقمها ٢٢
أو ٢٩...
و أن يكون الجاني الأكبر
أوراق،
دراهم،
واقع ملطخ بالدماء،
حصيرة و بيت،
كوب ماء،
قنينة عشق،
إنني أهواك،
كل ما في الأمر خيال،
لا قرب، و لا كلام،
كلمتين،
لكمتين على الخاصرة،
و بعد و فراق..
لا تطلب من الله حبا
إن لم تكن روحك
من فولاذ،
ستخور قواك،
في أول معركة،
و تنزف...
لا تطلب من الله حبا،
فلا تدري على أي شاكلة
يأتيك،
و على أي شاكلة،
يذهب.
لا أعذار، و لا التفاتة،
كضربة على الرأس،
سيشير المارة إليك،
حافي القدمين،
و يسبونك،
كما المجنون،
كزومبي،
ككائن فضائي،
من عالم آخر.
لا ألوان،
و لا شعرة على الرأس،
الكثير من الصداع،
و أرق...
لا تطلب من الله حبا،
إن لم تكن،
تجيد ضرب الرصاص،
و قيادة الأهواء،
و كلام العاهرات،
و فن الرقص...
وجهك لا تظهره
مكشوفا،
لا تكن صريحا،
و اكذب.
عيناك لا تذبهما
بالدموع،
لا مشتاقا،
ليحن إليك،
لا يدان،
لتضمهما إليك،
كل ما في الأمر
برد و ثلج،
و كبرياء...
لا تطلب من الله حبا،
إن لم تكن مستعدا لأن
تمشي بين جلاد المحاكم،
برأسك المذبوح.
و تعترف بكل الإدانات
عاشق، أنت،
نعم،
لص،
نعم
عاص،
نعم،
مقتول.
لا تطلب من الله حبا،
إن لم تكن مستعدا لأن،
تزور الأطباء،
و العرافات،
و تقرأ كتب التنمية،
و علم التنجيم،
و لا فائدة.
قدرك المحتوم،
طلبته،
بيدين مرتفعتين
إلى السماء،
وقلب ذليل...
لا تطلب حبا،
إن لم تكن مستعدا،
أن تلبس على غير مقاسك،
أن تستبدل الأحذية،
لمثلث حب،
أن يسقط خاتمان
في بئر،
أن تقطع أصابعك
من ندم..
حكاية ثانية،
و ثالثة،
بطن منفوخ،
مقصات و أشرطة،
ديون و أولاد،
غيرة، و غرق.
لا تطلب من الله حبا
إن لم تكن مستعدا أن تعصر
قلبك
بين الزجاج،
أن تتسول
كشحاذ،
أعمى،
بلا نظر، بلا حيلة.
أن تجوب الشوارع،
بلا هدف، بلا عمر،
أن تصاب
بكل الأمراض و الأوبئة،
مرض نفسي،
واكتئاب.
هوس، و تفكير،
تشتت،
و ضياع...
لا تطلب من الله حبا،
يسأل عن عنوانك،
و يهرب.
لا عنوان،
لا فراشات،
لا وصل.
حرباء،
قنبلة،
خيوط متشابكة،
عسكر،
و ثلاجة موتى...
و عندما يسأل عنك،
أغنية و شك،
و تهرب.
تبادل أدوار...
لا تطلب من الله حبا،
إن لم تكن مستعدا
أن تسقط جريحا
على الأرض،
هشا من أثر السقوط،
أن تكبل يداك،
يقصم ظهرك،
تكسر أسنانك،
أن تبيع كليتين،
و ينزع جلدك،
كمن يكتوي بالجمر،
قبل أن تحصد
ربما...
جائزة العمر.
فلا تطلب من الله حبا !
كتابة و تصوير: نهيلة أفرج
-
Nouhaila Afrejأستاذة و كاتبة مغربية