في كل مرة يجتمع القادة العرب و هم يرتدون الملابس الأنيقة و عباءات الأقمشة الراقية في القاعات الفخمة في كل مرة يتحدثون عن مكافحة الإرهاب و قصص السلام المنشود مع المغتصب وفي كل مرة يتناولون الغداء و العشاء و مكسرات السحر و كل مشروبات الدنيا و بعدها يأخذ جلهم هواتفهم الخلوية للاطمئنان على الأولاد أنهم بخير و في خير...لكن يا أعزائي القادة العرب هل يسمع أحدكم صرخات أبناء الغوطة من تحت الأنقاض هل يرى أحدكم مشاهد الدمار في اليمن هل تتألمون لقساوة الصور الواردة من ارض الرافدين هل سمعتم بهلاك أكثر من نصف مليون سوري تحت صواريخ الغدر و البراميل المتفجرة و الغاز القاتل و كل الأسلحة الجديدة التي وجب تجريبها .
سكت الجميع و تغافل الأغلبية و تظاهر البعض بالنحيب حزنا على الواقع العربي فعدت بذاكرتي ليوم محفور في الوجدان شاهدت فيه مذيعة من الكيان الغاشم صارخة على الملء وينكم يا عرب ..وينكم يا إسلام...وينكم يا خونة كلمات لإنسانة لفحتها صور جثث السوريين بشوارع خان شيخون و ألهبتها مشاهد البراءة و هي تلفظ أخر أنفاسها بفعل الكيماوي حرقة لا يمكن لعاقل اليوم أن يتصور حاكما عربيا واحدا بإمكانه التجرؤ في لحظة صدق مع الذات أن يقول لنا سامحونا...لقد خنا العهد و الميثاق و بعنا الغالي و النفيس و لم نحافظ على الأمانة..... إلا إذا استخرجنا العصير الحلو من الحنظل و البصل .
كلمات و بعيدا جدا عن قائلها الذي نتحفظ عليه إلا أنها تحدثت باسم الإنسانية و باسم البراءة و باسم القادة العرب أنفسهم و كأنهم وكلوا الصهاينة للحديث باسمهم و إظهار التعاطف و التألم لما يحدث بالعالم العربي وواقع المسلمين المستسلمين لقدرهم المحتوم واقع يجعلك تتأكد بأم العين أن قاتل أبيك الذي نترجاه اليوم ليتعاون معنا على إدانة نفسه استغل الظرف جيدا لتلميع صورته و تقمص دور حامي الإنسانية بتصريحات وزرائه و عناوين صحفه و مواقف هيئاته الداخلية و العرب يغطون في سبات عميق بعد القمة التي تتلوها أخرى . مدمر غزة و رفح و صانع الإرهاب في العالم و جلاد العرب ينشر صور الأبرياء في حلب و خان شيخون و الغوطة الشرقية على صدر صفحات أم جرائده في حين يتغنى إعلام العرب بمهرجانات الرقص و التطبيل لموت من اسماهم الإرهابيين و هم لم يبلغوا الحلم بعد.
المذيعة تساءلت أيضا عن قادة العرب و عن إسلامهم واصفة إياهم بالخونة هؤلاء الذين لا يهمهم سوى إقرار النزاعات و تأجيج الصراعات الداخلية و التشبث بكراسي الحكم فلا تكاد تسمع اليوم عن حاكم عربي سابق فإما أنا و إما الفوضى و الفقر و الجوع و الوباء. في الحقيقة كلام المذيعة و تقاسيم وجهها لسعتني يضاف لها تصريح وزير الدفاع الصهيوني المتحسر على أطفال الغوطة و حلب ...حتى و إن كانت الكلمات صادرة من وكر النفاق و المكر إلا أننا تجرعنا مرارتها من زاوية أن الحقيقة عادة تصدر من أفواه الأطفال و أحيانا المجانين و لكن وا أسفاه أن يكون المصدر قتلة آبائنا و أبنائنا فنتحسر و نتأسف معللين الحكاية أن القلم مرفوع عن النائم حتى يستيقظ و إذا كان السبات سرمديا و التواطؤ و تمويل العدو علنيا فقد يرفع عنه الإسلام و الإنسانية و العروبة و يصبح الاستنكار و التنديد سلاح و دماء الأبرياء عشاءا ووليمة وقتها فقط لا تنسى بدلتك الأنيقة و عباءة القماش الراقي و رقم حساباتك في بنوكهم و عبر عن القلق و دمر اليمن و احرق العراق وسوريا و ليبيا و ازرع الفتنة في مصر وتحامل على تركيا ....لكن فقط أرجوك لا تقل انك من العرب و لا من أهل الإسلام....... فهم براء منكم .
محمد بن سنوسي 22-03-2018
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع