التعامل الحضاري - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التعامل الحضاري

اننا لا نعلم ماذا تصنع كلمة شكرًا حينما نقولها لعامل التنظيف، و ماذا يكون وقعها عليه

  نشر في 23 مارس 2016 .

كلنا يعلم في دولتنا الحبيبة تسارعت خطانا في سباق مع الزمن لكي نكون في مصاف الدول المتقدمة في مجالات عدة، و لم يكن ذلك بالأمر السهل، حيث كانت التحديات كثيرة و معقدة في الوقت نفسه، و لا يخفى على احد أننا كنا نفتقد الكوادر البشرية و المؤهلة حتى نصلإلى ما نصبو إليه على خارطة العالم، لذلك عمدت الحكومة باستقطاب تلك الكفاءات من مدرسين و أطباء و مهندسين و تقنيين بالإضافة إلى الأيدي العاملة في مجالات عدة كالبناء و الزراعة و التنظيف و غيرها لسد الحاجة،

نعم جاؤوا لأنهم في حاجة إلى العمل كما أننا في حاجة إليهم، مما جعلهم يغتربون عن ديارهم و ذويهم وأبنائهم، فكل التقدير و الاحترام و الإجلال لمن بذل أي قطرة عرق في بناء دولتنا الحبيبة. هذا ، و لان حكومتنا الرشيدة تحترم كل المهن و كل أطياف المجتمع، فانها لم تألو جهدا في توفير المناخ المعيشي لهم، و توفير كل ما يجعلهم يشعرون كأنهم في أوطانهم ، و وضعت القوانين والنظم التي تحمي حقوقهم و تؤمن لهم العيش الكريم.

يبقى ان نقول أن علينا نحن كأفراد واجب ديني و أخلاقي و اجتماعي تجاه الفئة العاملة في المجال الخدمي، و نكون عونا على أرض الواقع لتوجهات الحكومة في التعامل الحضاري مع العاملين، إذ علينا احترام من نراهم يعملون على راحتنا، و يعرقون تحت لهيب الشمس حتى تظهر الشوارع و المرافق بالصورة التي نراها،

كم جميل ان نبتسم في وجه عامل النظافة و نحن ننتظر الإشارة الضوئية حتى نتحرك؟ أليس ذلك يثلج صدره في لهيب الصيف؟ أليس جميلا أن نبتاع من صاحب البقالة و نحن واقفون أمامه و ليس نحن في مركباتنا ؟

،

والكثير منا لا يعلم ان ذلك العامل الهرم قد قبل بهذا العمل حتى يخرج أحد أبنائه طبيبا أو مهندسا أو مدرسا، تغربوا من بلادهم و جعلوا بيوتهم خاوية حتى يبنوا بيوتنا، و يعمروا مدينتنا، فلهم منا كل التقدير و الاحترام ، لهم جميعا بلا استثناء .

يقول لي احد الأصدقاء من الجنسية الآسيوية، أنه لم ير إبنته التي ترعرعت و هو بعيد عنها ، و كبرت و وصلت سن الرابعة و لم يرها، و توفاها الله و هو لم يرها.

نحن لا نستطيع تغيير القدر، و إنما نستطيع أن نكون سببا في اشاعة البسمة وتخفيف آلام الآخرين.

بقلم: محمد شعيب الحمادي



  • محمد شعيب الحمادي
    الكاتب والباحث الإماراتي : محمد شعيب الحمادي. عضو اتحاد كتاب وأدباء الامارات ونادي دبي للصحافة الاصدارات: متى يعيش الوطن فينا 1&2 قصص قصيرة: صاحب السعادة. ما زال البحث جاريا.
   نشر في 23 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا