عوارض
10/2013
خطر لي مرة أن أتكلم بعد صمت ، لكنني عجزت ... خانني اللسان والمنبر ، وبعدها اشتهيت الكتابة وصار كلامي مترجما كتابيا ً ، من الجائز أو المفروض أن يطلق الإنسان لقلمه العنان ... ويكتب ما يفكر به ، أو ما يحسه ، أو غيرهما دون مقابل مادي أو معنوي ... ولشأن لا يتوقعه ولا يترجاه ، وإرضاء لنفسه التي عجزت عن الصدح بما يفور داخلها ... علّه يتذكر من أقواله شيئا ، أو بالأحرى من الأفكار التي يتبناها وينادي بها ليل نهار ، وهي قناعات لا بد انه كان يمارسها أو يحلم بممارستها بمعزل عن أي ضغوط قد تطاله هنا أو هناك.
خائف .... ربما ... لا لست خائفا ، بل مرعوب حتى النخاع .... أقسم أنني لم أعد أفرق ما بين اليقظة والمنام كلاهما كابوس .... كل التفاصيل التي أعيشها يوميا ترافقني كل الوقت بأي وضعية كنت وبأي زمان ومكان.
غريب... هل أنا مريض؟ ما هو مرضي يا ترى؟ انفصام... ربما ... انسجام مستحيل ... سياسة ... اقتصاد وعدالة ... ربما حب الظهور اقصد حب التخفي .... ربما غير ذلك ... لكنه مرض وعضال أيضا ... أعراضه سأقول ماذا يحصل معي ولكم الحكم والتوصيف :
في البداية تتكرر الأيام بشكل فظيع نفس اليوم أعيشه كل يوم ... والمشكلة أن المسألة لا تتعلق بي وحدي .... أعني أن المتكرر ليس ما أمارسه أنا في يومياتي ، بل كل شيء حولي يتكرر بطريقة تدعو إلى الجنون .... الصباحات والمساءات والنشرات والهتافات والنقاشات والخدع والأكاذيب والتلفيقات والتصريحات والقتل والشجب والشحن والهبل وصاحبي الذي يخطب على طبخة الجيران ويأمر الناس بالبر وينسى نفسه ... وكل شيء .
هل هذا طبيعي (عادي يعني مشان الله يا ناس) هذا الحاصل معي عادي؟
وإذا شاءت الأقدار وقابلت أو اجتمعت مع بشر على قلتهم (أتذكر نقاشا مع صديق حول الحيوانات وتكريم بني البشر) ، بالعودة للقاء البشر ، لم تعد هناك لغة أفهم بها على أحد منهم أو بالأحرى لا يفهمني أحد ... كل الكلمات التي تعلمتها صغيرا تغيرت معانيها ، ومنذ عامين تقريبا استغرب اللغة التي يتكلمها الناس أسمع كلاما أعرفه لكنه لا يدل على نفس المعنى الذي أدركه لا أدري ماذا جرى لكن هذا ما يحصل معي...
أعاني أرقا غير مسبوق .... يؤرقني الجميع الجاهل والعالم والعارف والصالح والطالح والبطين والمجتمع الدولي والنعمة والنقمة (من الانتقام) وبانوراما والحصاد والجيزة مباشر التي لم نعد نسمع عنها (يقال أن أهل هذه القرية أسسسوا تجمعا في مدينة أكتوبر القاهرية) والحواجز الفطرية (من نبات الفطر) ونفسي أيضا تؤرقني والحاضر والمستقبل وكل الجبهات والحركات الفطرية أيضا والبركان والجسر والعواصف والرماح و هول ما تراه عيوني التي لم ترحل بعد يؤرقني ويقض مضجعي ... وهذا عارض أعانيه والله المستعان.
أعاني آلاما مبرحة لا أعرف مكانها لكنها تزعجني بل وتدفعني أحيانا إلى التسليم أو الاعتراف أتألم إشفاقا ومسؤولية وعن عجز ما وعن نفس حبيب ودم ولحم وماء كلها آلام تدب في جثتي دونما مكان محدد ... لست متأكدا من الشفاء العاجل لكنني متأكد من تسخير المولى لمن سيشفينا شفاء آجلا
انتبه يا مريض.... لا تنتقد لا تزيح المركب عن مسارها لا تزعج رأس الحربة قد يسدد خطأ في مرماه هذا ما كان يقال ظلما وبهتانا عن الصوت الذي لا يعلو على صوت الطحن اطحنوا يرحمنا ويرحمكم الله