قبل 20 سنة
كنت افرح بالشلن اكثر من فرحتي بلبسة عيد
نشر في 20 أكتوبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قبل 20 سنة "
قبل 20 سنة كانت الناس غير الناس
قبل 20 سنة كانت الدنيا غير الدنيا
قبل 20 سنة كنت لما اروح من مدرستي الاقي ستي اول الناس باستقبالي لحكم انها على طول قاعدة على باب البيت بتهني بفلانة وبتهوي لفلانة
( وهي كلمة تعني باللهجة الاردنية \ ان تثير غضب شخص ما على الاخر )
ولعدم معرفتها بالقراءة ولا بالكتابة كان اخر همها شو اخدنا اليوم كل همها ليش موسخ اواعيك يا ستي وين كاين يا ستي هي المدارس هيك بتعلمكوا واهيئ حالي فورا لاستقبال وابل من الشتائم وتقليل القيمة !
كنت افكر ستي بتكرهني وما بتحبني بس الغريب انها كانت اول ما تخلص موشحها تحكيلي بكل حنية
( جوعان يا ستي اقوم احطلك توكل ) ؟!!!!
كانت تحطني بحالة نفسية اصعب من عذاب المخابرات الامريكية مش قادر افهم هي بتحبني والا ما بتصدق تشوفني لحتى تفتح فيي !
قبل 20 سنة كان عنا تلفون ارضي لما كان يرن نرقض عليه انا واخواني تقول الي راح يسبق بالرد كأنه راح يدخل موسوعة جنيس ،
لحتى في يوم صدر قرار البلاط السلطاني من ابوي اذا انا بالبيت ممنوع حدا يرد على التلفون ولما بكون طالع اللي برد بس الكبير !! وبما اني الكبير ارتسمت على ملامحي ابتسامة الخباثة والانتصار وصار كل ما يرن التلفون اتمختر في مشيتي لحتى اوصل السماعة او اعمل حالي مش سامع حتى يرد حدا من اخواني وياكل اللي فيه النصيب بس للامانة كانوا صاحيين كثير كانوا يجوا ينادوني من ثاني غرفة تعال رد التلفون برن وانا قال اعصب شو يعني برن خربت الدنيا هسا بروح !
قبل 20 سنة كنا لما نقعد على التلفزيون نستنى تيجي الدعايات بس عشان نشوف الاشياء اللي بنشريها من الدكان كيف بتطلع على التلفزيون !
قبل 20 سنة كنت تمشي بالشارع الناس مروحة من شغلها مبسوطة بتضحك تاخد معه الحارة من اولها لاخرها ساعتين وهي فعليا شكولاتة روكو ايامها اطول منها بس هو بسلم على فلان وبوقف شوي مع فلان وروح المحبة والألفة ملية الحارة !
( شكولاته روركو عبارة عن ويفر بسكويت محشو بالشوكلاته لا يتجاوز طوله
ال 15سم كانت تباع في البقالات ولها رواج رهيب)
قبل 20 سنة كان اذا رشح حدا بالحارة والا فلوز بيته ما يفضى ناس فايته وناس طالعة وطقم كاسات فايت وطقم صحون طالع ، كنت اتخبى من جارنا لما بدي ادخن لاني عارف انه راح يضربني قبل ما يحكي لابوي وتصير القتلة قتلتين !
قبل 20 سنة كانت لمة العيلة كل اخر نهار قدام البيت نستناها كانه بنستنى نتائج التوجيهي والا دخلة جيراننا علينا سهرة كأنه عيد فطر والا عيد اضحى انه اليوم ما في نومة بدري عشان المدرسة بحجة انهم موجودين وانه بدنا ننزل نلعب مع اولادهم لحتى يروحوا من عنا !
كنت افرح بالشلن اكثر من فرحتي بلبسة عيد واذا جبت علامة منيحة واتطورت لبريزة كنوع من المكافئة كنت امشي بالشارع ابو زيد خالي !
وين راحت الضحكة ؟!
وين راحت راحة البال ؟!
وين راحت عفوية الناس وطيبتها ؟!
وين راحت ألفتها وتكاتفها ..
صار الجار كتر خيره اذا رد السلام على جاره صار الاخ اخر همه اخوه وصار الاب مكسور .. ضعيف صافن وسرحان طول الوقت كيف كان وكيف صار ومش مستوعب انه الدنيا اتغيرت وجيل زمان راح وفرحة وفزعة زمان راحت شايف اولاده قدام عينه مشتتين ومش عارف يلمهم وكله بس داير على مصلحته
صار الدم وقصص القتل مسلسل يومي مش عم بنتهي لا بالحارة ولا بالتلفزيون !!
صرنا نخاف من الشيخ وصاحب الدين قبل الزنديق اللي لا مبدأ ولا دين اله ، بطلنا نعرف مين صح ومين غلط ،
صرنا نخون اقرب الناس النا بعد ما كنا نزرع ثقتنا في مرار الطريق !
الله عليك يا زمان
-
ابو البراءان تكون او لا تكون تلك هي المسألة ...!!!
التعليقات
وين راحت راحة البال ؟! والضمير
وين راحت عفوية الناس وطيبتها ؟! دون التكلف الزائف
وين راحت ألفتها وتكاتفها... هذا هو حقا ما افتقدناه كلنا في كافة مجتمعاتنا العربية ..
حقا قديمك نديمك
هكذاا هي الدنيا لا يبقى شي على حاله كل شي يتغير
ماأجمل تلك المشاعر التي
خطها لنا قلمكِ الجميل هنا
لقد كتبتِ وابدعت
كم كانت كلماتك رائعه في معانيها
فكم استمتعت بموضوعك الجميل
دمت بألف خير