ماذا أكتب و قد كتب عنك الكثير و ليس القليل، أ أكتب عن خلقك العظيم و قد شهد له أبلغ البلاغيين حين قال :( وإنك لعلى خلق عظيم ) سورة القلم ؟! أم أكتب عن فطنتك الغير المعتادة في بني أقرانك ؟ لا !! سأكتب عن منهجك الجليل الذي وظفت فيه كل ما سبق، ذاك المنهج الذي عجز لساني عن التعبير عنه، وكيف لا وقد أبهر كبار العلماء و العظماء مسلمين وغير مسلمين! منهج شامل لمست به شتى جوانب الحياة، لا لا !! سأقتصر بنظرة عامة عن الجانب الاقتصادي فقط .
لقد جئت بمنظور اقتصادي ايجابي قدم المصالح العامة على المصالح الخاصة، معتدل؛ لا يلغي الخصوصية الفردية كالنظرية الاشتراكية ولا يعطي الملكية المطلقة كالنظام الرأسمالي فمثلا : حث الإسلام على التعامل بالعقود العوضية كالبيع والشراء والكراء قصد حفظ حقوق المتعاملين لما لها من إثباتية و إبرائية، وهو منظور مرن، بسيط و خال من التعقيدات يمكن لأي إنسان طبيعي أن يدركه، يحث على ضرورة حضور الأخلاق و القيم حيث يدعوا لترك الغش والتدليس والاحتكار... ويرغب في الصدق والأمانة والوفاء بالعقود... كما أعطى أهمية كبيرة لضرورة حسن اختيار المأمونين والراعين للشؤون الاقتصادية كبيت المال، فلا يمكن إعطاء مثل هذه المسؤوليات إلا للأنسب والأنزه . وكل هذا لم تحققه و لم تحوله لواقع بقانون ملزم أو قاهر فصنعت اقتصادا ممتد الآفاق ...
فياليتنا نستفيد من منهجك الوديع ونحافظ على الجوهر البديع حتى لو قمنا بتغيير الأسلوب والطريقة .