الواجبات الكبرى لنصرة فلسطين // حجو يوسف - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الواجبات الكبرى لنصرة فلسطين // حجو يوسف

محاضرة قدمت بمناسبة نشاط للاتحاد العام الطلابي الحر بجامعة الشلف يوم الاربعاء 5 ماي 2021 الموافق 23 رمضان 1442

  نشر في 06 ماي 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، رمضان مبارك للجميع وأسأله تعالى أن يتقبل منا الصيام و القيام و القرآن، بداية الشكر موصول لكل من فكر ونظم و أعد واستقبل و حضر لهذه الفعالية التي جاءت في وقتها، وشكر خاص لأعضاء الاتحاد العام الطلابي الحر على هذه الدعوة الكريمة التي أسأل الله تعالى أن تكون في ميزان حسناتنا جميعا.

فلسطين ... القلب النابض ... و بوصلة الحياة

فلسطين من كسبها ، قاد العالم، ومن خسرها صار في ذيل دول العالم، فلما كانت لدى المسلمين بعدما حررها الخليفة الفاروق عمر رضي الله عنه كانت الدولة الاسلامية هي المسيطرة على العالم ومهد الحضارات، ثم احتلها الصليبيون فقادوا العالم إلى غاية تحريرها من المسلمين على يد صلاح الدين الأيوبي فكانت عزا للمسلمين، وهي الآن تحت وطأة الصهاينة المغتصبين فهم يسيرون في العالم كله.

فلسطين هي أم القضايا التي أشتغل بها الصالحون و الخيرون على مر الزمان، وهي ترمومتر الصلاح فمن عمل لها و لم تغب عن ذهنه فهو انسان صالح و من نسيها عليه أ يستدرك نفسه،

فلسطين بها اولى القبلتين وثالث الحرمين، لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي ويوجه قبلته إلى بيت المقدس وهي ثالث أفضل مساجد من حيث الأجر و الحرمة بعد مكة ومسجد النبي في المدينة، وإليه أسري برسولنا صلى الله عليه وسلم وفيها صلى إماما بالنبيين و المرسلين ومنها أعرج به إلى السماوات العلى و سدرة المنتهى، وهذا دليل على أن ما من انسان وقلبه مربوط بالأقصى وفلسطين إلا وحبله موصول برب العالمين، ومن نسيها أو خذلها فهو مقطوع و من الخاسرين.

إن قضية فلسطين بميراثها الديني و التاريخي والواقعي إحدى محركات الايمان وإحدى بواعث الهمة في النفوس، لذلك السؤال الذي لا يجب أن نغفل عنه هو: ماذا يمكن أن أفعل حتى أنصر فلسطين؟

والحقيقة ان هذا السؤال ينقسم في باطنه إلى سؤالين هما:

1- هل أنا أدرك تماما قضية فلسطين بكل أبعادها الدينية والتاريخية الحضارية والفكرية و الانسانية؟

2- ما هي الأدوار التي يجب أن أقوم بها حسب خصوصياتي و موقعي؟

وللإجابة على هذه الإشكاليتين، أقول:

أولا: إن أولى خطوات العمل لفلسطين أو أي شيء هو ""الفهم""، أي يجب أن أكون على دراية تامة و عامة بكل قضية فلسطين من خلال النقاط السبعة الآتية:

1- يجب أن نعلم أن كل الأراضي الفلسطينية هي اسلامية لا فرق بين غزة و القدس ولا الضفة ولا جنين و لا حيفا و لا القدس الشرقية و الغربية، و إنما الصهاينة هم من يروجون لهذه الأفكار، حتى نبقى كمسلمين نركز فقط على المسجد الأقصى وغزة فقط. وهذا معناه أنه لا يجب أن نرضى ونسكت على ما يروج الآن حل الدولتين والتعايش السلمي بين الشعبين.

2- البعد الديني في الدفاع عنها: بما انها محتلة فإنه من واجب كل واحد منا نصرتها، لأنه شرعا هي فرض عين على كل مسلم و يختلف نصرة كل واحد منا على الآخر فإخواننا الفلسطينيين يجاهدون و يرابطون، وبقية المسلمين يدعمون وينصرون و يضغطون.

3- هي أرض ذات خصوصية اسلامية بليغة: لأنها الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، فيها المسجد الأقصى ، وفي أكنافها يرابط المجاهدون إلى يوم القيامة، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ). وهي أرض المحشر و المنشر ، فعن مسمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس: قال: (أرض المحشر والمنشر)

4- استيعاب المنهج التوسعي للصهاينة وفكرة اسرائيل الكبرى، فهم يعملون جاهدون لإحتواء كل أراضي فلسطين بل حتى أجزاء من بعض الدول العربية مثل سيناء و الجولان وجنوب لبنان وجنوب السودان وغيرها، و يستعملون لذلك العديد من الأساليب أبرزها التطبيع بكل أشكاله

5- الحذر من تجزئة القضية: الحدث عن غزة فقط أو المسجد الأقصى فقط، هذا خطر كبير ، لأن الصهاينة من خلال الدول المطبعة و الدول الغربية يركزون فقط على غزة، والاحداث في المسجد الأقصى، حتى يلهون المسلمين على باقي الأراضي الفلسطينية

6- فهم العلاقات بين الغرب و الصهاينة وانه لا خير فيهم البتة

7- متابعة الأحداث الواقعة: هل نحن ندرك تماما حجم المعاناة في فلسطين، اسمعوا يا طلبة ، هل تعلمون أن الكهرباء في بعض المدن الفلسطينية مثل غزة هي بالوقت 4 ساعات في اليوم فقط، يوجد 64 مخيم لللاجئين خارج فلسطين وهو ما يمثل 66 % من الشعب الفلسطيني البالغ عددهم 12 مليون، أي أكثر من 8 مليون فلسطيني خارج فلسطين هل تعلمون ما ذا يعني ذلك معناه افراغ أرض فلسطين من سكانها، يوجد اكثر من 500 طفل داخل سجون الاحتلال، أكثر من 4000 عائلة فقدوا مساكنهم نتيجة الهدم و بناء المستوطنات، يوجد أكثر من 200 ألف يتيم في غزة وحدها فقط، وهذه نماذج فقط، هناك معاناة كبيرة جدا في فلسطين.

ثانيا: أما الإجابة على السؤال الثاني ما هو واجبنا ونحن هنا؟ أي ما هو واجب كل واحد منا في أي منصب أو مكان أو موقع أو ما يملك من إمكانيات ومهارات، فنلخصها في الثلاث نقاط التالية:

هناك ثلاث أدوار رئيسية يجب أن نقوم بها وكل واحد فينا من موقعه و حسب إمكانياته وكلنا نستطيع القيام بها:

أ‌- التحرك النشط بالقضية في الدوائر التالية: (دائرة الأهل والأسرة بالتذكر والنقاشات و المشاهدات، دائرة الأصدقاء و الجيران في نقاشاتهم وكلامهم وفي وسائل التنقل وصفحات التواصل ولما لا احتفاليات في الأحياء، دائرة العمل والدراسة من خلال البحوث وكتابة المقالات واستذكار القضية في المناسبات التي تقام في المدارس و الجامعات، دائرة منظمات المجتمع المدني وذلك باعتماد التشبيك كوسيلة مهمة وواسعة لنشر القضية وترسيخها في الأجيال لتكون مؤشر ضغط كبير داخليا وخارجيا، دائرة وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق الحملات الإلكترونية الواسعة والدورية وتجريم الأخلاقي للتطبيع كشف المطبعين.

- الترويج للمواد العلمية التي تخدم القضية: إحصائيات عن الجانب الانساني في فلسطين لاستعطاف غير المسلمين، والتحدث عن الواقع الذي يعيشه إخواننا الفلسطينيين يوميا وتناول هذا الأمر من جانب إنساني.

ب‌- التحرك الإعلامي: صحيح أن القضية الفلسطينية ظلت حاضرة في أفئدة المخلصين من شعوب العالم الحر منذ نكبتها الأولى، ولكنها ومع هيمنة الصهاينة على الإعلام العالمي، غابت وظلت تغيب عنهم بتفاصيلها الدقيقة، وبمعاناة الحياة اليومية، وبتعقيداتها المتسارعة والتي لا تتوقف. لذلك يجب تبني استراتيجية اعلامية هجومية على جميع وسائل الاعلام الثقيلة والتواصل الاجتماعي و الرقمي، وذلك بهدف تشكيل صورة حقيقية في عقول المجتمعات التواقة للحرية والمتعاطفة مع فلسطين بهدف زيادة الاستنكار للصهاينة والمواجهة المتعددة المعتقدات والمألات والخيارات في جميع الوسائل السمعية البصرية والمرئية والمكتوبة والإلكترونية، وباستعمال مخرجات متنوعة مثل المقالات والدراسات والبحوث والمسرحيات والسنيما ...الخ.

ت‌- الدعم المادي: ففلسطين في حصار اقتصادي رهيب فهم يحتاجون إلى دعم متواصل حتى يثبتون في أراضيهم، وهذا قد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم به في حديث مَيْمُونَةَ، مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: أَرْضُ الْمَنْشَرِ، وَالْمَحْشَرِ، ائتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، قَالَتْ: أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ، أَوْ يَأْتِيَهُ قَالَ: فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيه. فواجب الوقت باتجاه فلسطين هو الدعم المادي لتثبيت الشعب الفلسطيني في أرضه واسترجاع حقه، لأنهم أحوج إلى ذلك لسد حاجياتهم اليومية، فهلموا لجمع التبرعات وتقديم المساعدات وحث الناس على الانفاق لفلسطين.


  • 1

  • يوسف حجو
    يوسف حجو، دكتوراه في التسويق و الإدارة، وخريج المدرسة الوطنية للمناجمنت و إدارة الصحة ومدرب في التنمية البشرية، مهتم بالمجتمع المدني و العمل التطوعي وله عدة بحوث ومقالات ودورات وورشات في ذلك.
   نشر في 06 ماي 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا