تتواصل الجهود داخل الساحة السياسيّة الفلسطينية لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، خاصّة بين حركتيْ فتح وحماس، في إطار مشروع المصالحة الوطنيّة. حسب ما تُشير إليه المصادر الأوّلية، هناك تقدّم واضح في محادثات المصالحة، مع تعثّر نسبيّ في الآونة الأخيرة.
مرّ مشروع المصالحة بمراحل عدّة منذ الإعلان عنه في البدايات، حيثُ اجتمع ممثّل حركة فتح جبريل الرجوب بممثل حركة حماس صالح العاروري ليتفقا على فتح صفحة جديدة بين الحركتيْن على أمل إيجاد صيغة عمل مشتركة. وقد تتالت الاتصالات واللقاءات منذ ذلك الحين لمناقشة أكثر القضايا المحورية والجدليّة بين الحركتيْن. وقد التقت الفصائل الفلسطينية في مرحلة لاحقة في لبنان لتصدر بيانًا مشتركًا، وهو ما مثّل نقلة نوعية في العملية السياسيّة الفلسطينية خاصّة. وبالعودة إلى حركتيْ فتح وحماس، التقى الطّرفان مؤخّرًا في العاصمة التركيّة أنقرة، وقد حرّك هذا اللقاء جدلًا سياسيّا واسعا في فلسطين بخصوص الأطراف المتدخّلة في ملفّ المصالحة، حيثُ لم يُرحّب الكثير بإقحام تركيا في هذا الملفّ.
الآن، تُشير مصادر إعلاميّة مقرّبة من حركة فتح إلى أنّ المحادثات متعطّلة، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تعامل حركة حماس مع ملف المصالحة، حيثُ أكّدت هذه المصادر نقلا عن بعض القيادات بفتح، أنّ حركة حماس غير مستعدّة لتقديم أي تنازلات على غرار ما قدّمته حركة فتح من أجل مواصلة مشوار المصالحة، هذا وقد أكّد روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني سابقاًأنّ فتح قد فعلت كلّ ما ينبغي فعله والأمر متروك لحماس الآن.
يتضح للكثير أنّ الاندفاع الكبير الذي كان موجودا في الساحة الفلسطينية قبل أسابيع وأشهر نحو توحيد الساحة الفلسطينية يحتاج للكثير من العقلنة في هذه اللحظات اذ توجد العديد من التحدّيات واقعية ينبغي مواجهتها قبل الحديث عن وحدة فلسطينية حقيقية.