بناء الشخصية الايجابية
بناء الشخصية الايجابية من خلال الصورة الذهنية:
نشر في 28 أبريل 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تعتبر الشخصية الإيجابية هي أحد أهم الأهداف والمقاصد التي يخطط لها المربون والمديرون والقادة في المنظمات المختلفة ، وهناك وسائل عديدة يمكن استخدامها في بناء الشخصية الايجابية ، وفي هذا المقال سوف نذكر أحد أهم تلك الوسائل.
بناء الشخصية الايجابية من خلال الصورة الذهنية:
يعتبر بناء صورة ذهنية ايجابية لدى الشخص أحد أهم تلك الوسائل التي يمكن استخدامها في خلق وبناء الشخصية الإيجابية لدى الأفراد ، ويكون ذلك من خلال التركيز على ذكر الصفات الإيجابية كأحد الصفات الممتدحة لدى هذا الشخص، وهذه الطريقة يمكن استخدامها لبناء الشخصية الايجابية لدى الشخص نفسه (بمعنى أنه يقوم بذلك بنفسه ولنفسه) ، ولكنها في هذه الحالة تحتاج إلى شخصية قوية ذات صفات خاصة تتمكن من مقاومة الضغوط السلبية المحيطة والتغلب عليها ، كما يمكن استخدامها لبناء الشخصية الإيجابية لدى الآخرين.
إن خلق صورة ذهنية ايجابية يعتبر أحد وسائل التحفيز الخارجية التي يمكن استخدامها لتحفيز الأشخاص من خلال بناء شخصية ايجابية تمتلك الثقة بالنفس والقدرة على استخدام تلك الصفات التي تم زرعها ضمن هذه الصورة الذهنية، ويعتبر الأطفال هم الشريحة المثلى لاستخدام تلك الوسيلة معهم بكفاءة وفاعلية ، وتقل فاعلية هذه الطريقة مع تقدم العمر حيث يحتاج ذلك لهدم الصورة الذهنية السلبية في حال وجودها ، وإعادة بناء صورة ذهنية إيجابية لدى هؤلاء الأشخاص ، وهو ما يستلزم الكثير من الوقت والمجهود.
ويعتبر التركيز على امتداح الصفات الايجابية لدى الأشخاص بشكل عشوائي ذو نتائج ليست فعالة في خلق صورة ذهنية راسخة ، ويحتاج إلى مجهود مضاعف ، ووقت طويل ، بل يجب التركيز والتتابع علي صفة إيجابية معينة ، أو صفات إيجابية مترابطة خلال مدى زمني قصير ، ثم استمرار تدعيم وتنشيط هذه الصورة الذهنية الراسخة من فترة لأخرى.
كما أنه من المفضل أن يتم استخدام المواقف والأحداث المحيطة لغرس وتأكيد الصفات الإيجابية لدى الأشخاص، فهذا الأسلوب ذو نتائج فعالة ولا يستغرق وقت طويل في تكوين الشخصية الايجابية ، خلافاً للتحفيز اللفظي الذي قد يستغرق وقتاً أطول بكثير ، وتكون الصورة الذهنية الناتجة عنه غير مترسخة لدى الشخص.
فمثلا يمكن استخدام أحد المواقف التي أبلي فيها الشخص بلاء حسنا ، والتركيز علي الصفة الإيجابية الأبرز التي مكنت هذا الشخص من تحقيق هذه النتيجة الفعالة ، مثل الذكاء أو الإبداع أو القدرة على التركيز أو الشجاعة أو التعاون .. وما إلي ذلك من الصفات التي نريد غرسها في هذا الشخص.
والمطلوب من المربون و المديرون والقادة اليقظة و التنبه والتركيز والاستمرار في استخدام المواقف المختلفة في تكوين الصورة الذهنية الإيجابية لدى الأفراد المحيطين بهم.
وتعتبر المشكلة الأساسية والحاجز الأبرز الذي يحول دون الحصول علي نتائج فعالة وسريعة من هذا الأسلوب هو الطبائع المختلفة للأشخاص ، ووجود الصفات الايجابية الفطرية لدي الأشخاص علي مراتب ومستويات مختلفة.
فبعض الأشخاص يكون تحفيز صفة الذكاء لديهم ونقلها إلي الصورة الذهنية أسهل وأسرع من آخرين نتيجة لاستعدادهم الفطري لذلك. بينما البعض الأخر يكون تحفيز صفة الشجاعة أسهل ، والبعض يكون لديهم الاستعداد الفطري لتحفيز صفة النجاح ورفض الفشل ، أو المثابرة أو الإبداع أو القدرة علي التحمل أو القيادة .. وهكذا.
ومن المهم في ختام هذا المقال أن نؤكد على ضرورة إحداث نوع من التكامل في خلق الصور الذهنية للشخصية الإيجابية ، وعدم التركيز على صفة واحدة دون سواها ، مهما كانت أهميتها ، لأن ذلك من شأنه أن يحدث نوع من التشوه في تكوين الشخصية الإيجابية المتكاملة التي نطمح إليها.
-
D. Ahmed Hassanienخبير إدارة المشروعات واستشاري الادارة الاستراتيجية ،باحث في مجال العلوم الإدارية والتنمية البشرية ،كاتب ومفكر استراتيجي ، له العديد من المقالات والمؤلفات .