بينما كان - هشام - منهمكآ في رياضته المفضلة - الفروسية - التي يقضي فيها جل وقته و يشعر كلما انطلق به الخيل بالحرية و الانطلاق.. كان يملك اسطبل ملحق بعزبته الريفية يربي فيه انواع مختلفة من الخيول احبها اليه خيله العربي الابيض السريع الذي ينطلق به في المزارع و الحقول.. هرولت زوجته اليه و قد بدي عليها قلقآ و هي تحمل صندوقآ صغيرآ في يداها و اشارت اليه بكفيها حتي الجم الخيل و ترجل علي الارض ليري ماذا تريد - ليانة - نظرت - ليانة - اليه بقلق :

ماذا يحدث يا _ هشام _ اين اختفي خاتمي الذهبي الذي كنت اضعه في علبة المجوهرات لقد وجدت بدلا منه ذلك الخاتم العجيب الذي لا ادري من اين اتي... 

نظر - هشام - الي الخاتم بتعجب و قد الجمته هول المفاجأة :

ماهذا كيف اتي خاتم العجوز الي هنا!!! 

عن ماذا تتحدث يا - هشام - اي عجوز هذا!! 

ساخبرك فيما بعد يا _ ليانا - ساجري مكالمة تليفونية الان.. 

نسيت ان اخبرك الخادمة اتصلت لتخبرنا ان اخيك - هيثم - متغيب منذ عدة ايام عندما ارسلتها اليه لتنظيف المنزل لم يفتح لها احد بتاتآ و قد وجدت الشقة مشمعة بالشموع الحمراء و اخبرها الجيران ان الشرطة هي من فعلت ذلك بعد نقل اخاك المشفي بعد دخوله في غيبوبة.. 

ما كل هذه المصائب يا - ليانا - علي الذهاب الي المشفي فورآ ماذا يجري بالظبط!!! 

آوي الظابط - هادي - في مكتبه و هو يفكر في قضية - هيثم - الغريبة فلا يوجد دليل واحد يقوده الي سبب ما آل اليه - هيثم - تذكر فجأة ذلك الدولاب الذي اقتني اشياء غريبة و قد تحفظ عليه مسبقا.. ضغط علي الزر ليولج اليه العسكري - نبهان - الذي امره فورآ ان يحضر مقتنيات الدولاب اليه!!! 

كان - هيثم - ينظر الي الارض خجلا و هو متواريآ من ضميره الذي يعذبه لقد سلم زوجة اخيه للموت مقابل نجاته...  كان يعلم جيدآ اين تضع خاتمها الذهبي في ذلك الصندوق الذي طالما رأها تعج به مجوهراتها الثمينة.. لذا خطر في باله الفكرة المجنونة علي العجوز ان تستبدل خاتمها بخاتم - ليانا - وبهذه الطريقة يمكنها سجنها بدلا منه!!! يري الاطباء و هم يجرون خلفه مبشرين الاهل بافقاته من الغيبوبة بسلام و ان سائر جسده بخير..  يري اخيه - هشام - و هو يتقدم نحوه بلهفة و يطمئن عليه بان يربت علي كتفيه بحنان :

- هيثم - حبيبي هل انت بخير لقد اخفتني عليك اخي العزيز... 

انا اسف يا - هشام - لم يكن بيدي شيئآ اخر.. 

اسف علي ماذا ي حبيبي هل ذلك تهلوس من المرض... 

الخاتم يا - هشام - لم اقصد استبداله لكن ما باليد حيلة لم يكن بيدي شيئآ اخر..

خاتم العجوز هذا مجرد خاتم بالي يا عزيزي.. خدعتك العجوز العرافة اذن... 

ماذا تقصد الجنية.. 

اي جنيه يا - هيثم - تلك عرافة شهيرة بالدجل و قد خدعتك بحيلتها حتي تسرق خاتم ذهبي مقابل خاتمها البالي الساذج... 

ماذا هي ليست عفريتة اين كنت محبوسآ اذن... 

حسنآ دعني اشرح لك القصة من البداية.. عندما اهديتك خاتم العجوز و انا اراه مجرد خاتم بالي كنت اعرف انك بفضولك ستحاول البحث عن سرآ ورائه.. لذا ابلغت صديقي الظابط - هادي - ان يضعك تحت المراقبة حتي لا تؤذي نفسك.. و ان يضع ايضآ العجوز تحت المراقبة تحسبا لمحاولتها اذاك.. ليلة الحادث رأي الظابط - هادي - العجوز و هي تتسلل الي منزلك خلسة لتضع نقاط مهلوسة علي الخاتم مستغلة انشغالك بقراءة الجريدة و ما ان اتجهت تجاه الخاتم حتي فقدت وعيك و دخلت في نوبة هلوسة.. عندما اتت الشرطة و نقلت الي المشفي و حاول الاطباء ايقاف هلوستك فاعطوك مخدر بنج حتي تغفو في نومك كنت تري العجوز في احلامك و هي تخبرك بالخاتم لانها زرعت الفكرة في عقلك الباطن فترجم الي احلام.. 

اتتني - ليانا - تخبرني بامر الخاتم فابلغت البوليس الذي عرف من تحرياته ان العجوز وراء الامر..  و قد قبض عليها و هي الان حبيسة السجن.. 

يا لتلك العرافة الخبيثة خدعتني الحمد لله انك بخير حبيبي - هشام - 

نظر اليه - هشام - ضاحكآ :

اسنمضي الوقت اسيري المشفي لقد كتب لك الطبيب خروج...