الإنسان ما بين الموقف والقرار.
الحاضر والمستقبل، بناءاً على اختياراتنا.
نشر في 05 فبراير 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في عالم يموج بالأحداث المبعثرة حولنا، تتقاذفنا الآمال على أن تكون السعادة هي حليفتنا في النهاية، وتحاصرنا بين الفينة والأخرى بعض من المواقف الجسام التي لا يمكن أن تمر علينا بدون أن تغير في تفكيرنا وتوجهاتنا و في كيفية تناولنا للمواضيع الطارئة علينا على نحو يستحيل معه القول بأننا مازلنا على ما كنا عليه قبل وقوع ذلك الموقف أو الحادثة .
من المسّلم به أن حياتنا رهينة بمجموعة من الخيارات والاختيارات التي نتخذها كل يوم، فهي وعلى نحو كبير التي تغير مسار حياتنا. اذا أردنا أن تكون الحياة التي نحياها في وضع أفضل فلابد لنا هنا من أن نتحلىٰ ببعض من الكياسة والفطنة عند اتخاذ أي من القرارات الجوهرية التي من شأنها تغيير مجرى حياتنا للأبد ، فلو اتخذنا قراراً يبدو في ظاهره التعقل، ولكننا لم نراعِ متى أو كيف تتم معالجته، فإننا -على الأرجح- لن نصل إلى ما نصبو إليه ، بل وفي بعض الأحيان قد تهب رياح العواقب وخيمة وبغير ما اشتهت سفننا.
تكمن خطورة القرارات التي نتخذها أنه منها ينبع لنا الممكن والمستحيل، وعلى يدها تولد لنا مصائرنا من رحم الأيام، ويجب أن نعي تماما بأن القرار أو الاختيار ليس مجرد فعل نؤديه وانما قد يكون -أيضاً- كلمة لها ألف معنى شاءت الأقدار أن يقودنا أحد تلك المعاني إلى رسم معالم حاضرنا وبالتالي استشراف ملامح مستقبلنا، الكلمة -من قبل- قد أحيت أمماً كثيرة، وأهلكت من الأمم الكثير، وكانت سبباً في السعادة وإحدى موارد الشقاء، نجىٰ الإنسان بالكلمة، ووقع في شرك الخذلان -أيضا- بالكلمة.
الاختيار ما بين الفرص المتاحة ساحة حرب شاسعة سلاحنا الوحيد فيها -كما أوردت- هو التحلي بالقدر الكافي من الفطنة والكياسة عند معالجة أية من المواضيع القادمة علينا، وكذا تحري الوقت المناسب لترجمة هذا القرار إلى فعل يكون به قوام حياتنا، أو كلمة تيسر علينا ما قد نواجه من صعوبات.
-
أحمد خميس أحمدطالب جامعي، أهوى الكتابة والقراءة منذ الصغر، وأحب أن أشارك تجاربي وخواطري مع الآخرين.