سلحفاة في فندق سبعة نجوم . - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سلحفاة في فندق سبعة نجوم .

  نشر في 10 غشت 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

كعادتي اخذت اوراق الخس لأضعها للسلحفاة التي تعيش معي في شقتي ، وكانت

المفاجأة ، وجدتها ترفع يافطة مكتوب عليها لا اريد خساً بعد اليوم ؟؟. وفي يدها الأخرى يافطة مكتوب عليها أين جمعيات حقوق الحيوانات من ظلم الإنسان .

كنت أهّم بإلقاء اوراق الخس إليها لكني أمسكت بها في اخر لحظة .

فقلت لها ماذا بكِ اليوم ؟؟.لماذا رفضتي الخس ؟؟. وما الذي تريدينهُ ؟؟.

فقالت : اريد بطيخاً !! شعرت أنها تتكلم بتعالي وثقة كبيرة !!. ثم أكملت

هل تتذكر الأسبوع الماضي حين جئت لي بقطعة بطيخ مثلجة لقد أعجبتني !!

فقلت ، بصوت عالي نعم أتذكر ، لكن وقتها لم يكن في البيت ورق خس فما كان

لي بُد من البحث عن أي شيء تأكلينه حتى أشتري ورق الخس ولا تنسي أن البطيخ غالي ولا تستطيع ميزانيتي تحمله كل يوم .

فقالت : ليس لي دخل هذه مشكلتك ولن أأكل بعد اليوم إلا بطيخ المثلج !.

فقلت : هل حضرتك تعتقدي انكِ في فندق سبعة نجوم تأمرينني فأطيع ؟. ثم إياكِ أن تنسي أنني أتكفلك من سنوات ولم اطالبك بتحمل أي مصروفات بالرغم من ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والغذاء والعلاج فلا تتأمري هكذا ،فتحمدي ربك ، فغيرك يقبع في المستنقعات!.

فقالت : أمامك حل من أمرين إما أن تأتي لي بالبطيخ وتعود صداقتنا كما كانت أو سأتقدم بشكوي ضدك للأمين العام لجمعيات حقوق الحيوان وفهي قادرة علي أن تأخذ حق منك .

فقلت : أبعد كل هذه العشرة بيننا تريدين أن تشتكيني لجمعية حقوق

الحيوانات ؟. و تفضحيني أمام الأمم الحيوانية !.

قالت : وهل يهون عليكِ ان تحرمني من سعادتي و طفولتي الخمسينية ؟.

فقلت : بمناسبة حرصك علي حقوقك وطفولتك ، من الواضح انك لم تعرف اخر ضحايا الطفولة .

فقالت : لا اعرف شيء عن عالمكم الإنسي ، فانت لو اشتريت لي جوال او تلفاز لكنت تابعت !.؟.

فقلت : لقد احرق المستوطنين اليهود رضيعاً فلسطينياً يوم أول أمس .

فشَهقت بقوة ثم غطست برأسها وكأنها غير مصدقة للأمر؟؟. وعادت رمقتني بنصف

عين وكأنها لا تصدق ما أقول ثم قالت لا يمكن أن يكون ما تقوله قد وقع ؟.

فقلت : وهل أنا كذبت عليكِ من قبل ؟.

فقالت : أنا بالفعل اكاد اصرخ من داخلي ، لأنه لا يفعل مثل هذه الجرائم الوحشية إلا الحيوانات المفترسة ، فهي لا تملك ذرة من إنسانية أو ضمير فقط تبحث لإشباع غرائزها. ثم استطردت وقالت وماذا فعلتم أو ستفعلون أيها العرب و يا أمة الإسلام تجاه هذه الجريمة الشنعاء و ومع رعاع المستوطنين اليهود .؟.

التفت عنها وكأني لم أسمع السؤال كررت السؤال عليّ مرتين ، ثم قالت لماذا لم ترد ؟.

فطأطأت رأسي .

فقالت : بالرغم أنها جريمة بشعة تفوح منها رائحة الكراهية والعنصرية ولكن ... ؟ ثم سكتت .

فقلت : لها لماذا سكتي ؟.

فقالت : يا سيدي علي ما أتذكر أنها ليست المرة الأولى أنسيت الرصاص المصبوب والجرف الصامد ولن تكون الأخيرة و سأخبرك بما حدث بالضبط رداً علي هذه الجريمة البشعة ، خرج الأمين العام يستنكر ويدين و محمود عباس سيصر علي ضرورة التنسيق الأمني مع إسرائيل لاستعادة القدس !. أما قادة

العرب سيصموا أذانهم و راعيهم في البيت الأبيض السيد اوباما .

فقلت : وهل تعرفي اوباما ؟.

فقالت : مشكلتك أنك تظن أنك المثقف الوحيد في شمال أفريقيا ؟.

فقلت : اللهم عليك بالظالمين .

فقالت : لكن لماذا تلقي علي اليهود واوباما اللوم وحدهم وتنظن أنهم فقط هم الظالمين ؟.

فقلت : لا أفهم قصدك ؟. فنظرت إلىّ بطرف عينها وقالت إن كنت تعتبر اليهود والغرب ظالمين فما هو

حكمك علي بشار الذي قتل عشرات المئات من اطفاله بالكيماوي دون أن يهتز له جفن؟. 

ألا تذبح الطفولة كل يوم أمام أعينكم علي مدى أربع سنوات في قري ومدن سورية؟.

ألاَ تهدم البيوت والمشافي والمدارس علي رؤوس الأطفال من جراء هدايا بشار

ببراميله المتفجرة؟.

ألم تقتل براءة الطفولة في مئات المخيمات في دول الجوار السوري ؟.

ألم يَغرق مئات الأطفال الفارين من ويلات حرب بشار في مراكب الهجرة غير الشرعية ليصبحوا وجبة دسمة لأسماك القرش ؟.

ولماذا نذهب بعيداً الست مصرياً ؟. فقلت لها بلى ، فقالت ألم يقتل جنود السيسي مئات الأطفال ؟. ألم يسجن في سجون الانقلاب مئات الأطفال .

ألم يحرق جثث الموتى والجرحى في ميادين مصر ؟. ألا تدري أن كل هذه الأفعال قد استرخصتكم واستصغرتكم الأمم في عيونها وأصبحت بلادكم أكبر سوق للسلاح و أرضكم اسوء مكان للحياة.

فقلت : كفي أرجوكِ !.

فقالت : أنتم أيها العرب أصبحتم محط شفقة من شعوب الأرض لقد تكالب عليكم القاصي والداني حتي ممن يحملون جيناتكم ولسانكم وأصبحتم أمة بلا حراك ، لا تجيدون إلا مصمصة الشفاه عند كل مصيبة ثم تعودون لتتابعوا أرب آيدل وحزمني يا بابا.

فقلت : وماذا عسانا أن نفعل فالتنديد والشجب اضعف الإيمان ؟.

فقالت : وحدوا صفوفكم و اغضبوا لله دافعوا عن قضاياكم و حرياتكم اصرخوا في وجه كل ظالم وحينها ستقدركم الأمم حتي أزلام اليهود وأتباعهم من بني جلدتكم .

فقلت : صدقتي .

فقالت : قم الأن واحضر لي قطعة البطيخ المثلجة .


  • 3

  • رزق محمد المدني
    اتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...
   نشر في 10 غشت 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

مؤسف حقا !
0
ابو البراء منذ 9 سنة
رااااااااااااااااااائع بحجم السماء سرد قصصي متقن تناولت فيه العديد من القضايا و وضعت يدك على الجرح سلمت يمينك استاذ رزق
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا