عادت منكسرة إلى حضني و هي تتألم، بعد أن قضت ساعات طويلة وهي تحضر نفسها لكي تظهر بمنظر جميل، يليق بالموعد الذي تشوقت إليه خلال الفترة الماضية، شكت إلي وعاتبتني لأنني كنت السبب في دمارها، بعد أن كانت جالسة على عرش الأميرات لا تذهب إلا لمن يقدرها و يصونها، أخبرتني عن الخيبة التي شعرت بعد وصولها ركضا، لكي تطفئ نار الشوق و تفتح باب البهجة بمضمونها عليهم، قالت لي لم يكن ذنبي شيء سوى تسهيل الطريق بين المحبين، لكن سرعان ما إن طرقت الباب الأول الذي فتح لي إلا واكتشفت أنني دخلت مكان مليء برسائل تشبهني لكن كنت أكثر جمالا منهم في حين كانوا هم من يتربعون في كرسي الأفضلية، مزدحمة في غرفة الإنتظار كل واحدة تحمل في طياتها أخبار و أفكار.... تتفاوت في أهميتها، عثرت على مكان أجلس فيه كل من كان معي دخل عند المرسل إليه، إلا أنا التي انتظرت كثيرا حتى فقدت أناقتي مع مرور الثواني و الساعات و الأيام، لأنه لم يرغب أحد في الإنتباه إلي و لا رؤيتي، في تلك اللحظة شعرت بفقدان الثقة في وظيفتي الإنسانية و أدركت أنني ارتكب هفوات و أخطاء عندما أتوجه الأماكن الخاطئة، و لم يتبق لي حينئذ سوى أن ألملم نفسي و أغادر المكان وأحمل ما كان في جعبتي من كلمات التي كانت مغلفة بالمشاعر الصادقة، و أرمي بها في شاحنة الزمن الماضي.
✏️ لطيفة فراجي
-
Latifa faragi"ما الأوراق سوى مناديل.. تجفف بها الأقلام دمعها" الكاتبة أسمى الزهار