وكأنـــها المــرة الأخيــرة !!
قليلاً من التأمل والتخيل لن يضر , فقد حانت لحظة الحياد عن طريق المنطقية المهلكة ..
نشر في 22 أبريل 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
هل نظرت مرة نظرة أخيرة للأشياء حولك , هل تنسمت تلك النسمات الهادئة كأنك تقتنصها بأنفك للمرة الأخيرة , هل شعرت أن تلك اللحظة المارة عليك كأنها اللحظة الأخيرة في زمنك , هي نظرات أو تنسمات أو شعور غير سلبي كئيب يبعث في روحك الضجر واليأس واللامبالاة بالحياة , بل هي على النقيض تماماً , من مر بها سيتضح له معنى الحياة حقاً , سيقسم ألا يعبر لحظات حياته دون أن يقدرها ويمنحها حقها على أكمل وجة ..
إن أستشعرت أن هذه اللحظة قد تكون الأخيرة لك ستجد مردودها على نفسك ساحر , ستجد تلك اللحظة التي كانت تمر عليك دون أن تستشعر فيها بالحياة قد تبدل حالها وأصبحت هي الحياة ذاتها , ستتفاجئ أن تلك النسمات التي لطالما بغضتها وتشاجرت معها كونها ضربت وجهك بغير ميعاد قد تحولت لصديقك الصدوق المألوف لقلبك , ستجد ما كنت تبتعد عنه أصبح هو المحبب لك وما كنت تقترب منه أصبح أقرب مما تتخيل , سيتبدل أحوالهم جميعاً وستتبدل أنت أيضاً لشخص لم تعرفه ولم تكن تتوقع أن تصبح إياه ذات يوم !! هل وجدت سحراً أعجب من ذلك ؟
والسر يكمن في مجرد إفتراض وضعه عقلك لك في لحظة تأمل لم تكن تعي كم ستكون المؤثرة على حياتك وعلى نفسك , لم تكن تضع في الحسبان أن مجرد إفتراض لم يوجد له دليل أو تأكيد أستطاع أن يغير نظرتك للحياة 180 درجة ! ..
فهل أنت على إستعداد لخوض هذه اللحظة , لحظة التأمل في حضرة الإفتراض , حقاً أنها مجرد لحظة لكنها تغير سنواتك القادمة برمتها , حقاً أنها مجرد تخيل من سيناريوهات لا وجود لها ولكنها ستكتب السيناريو الأفضل لمشوارك القادم , مشوار حياتك ..
فلا تتردد , لا تقل لنفسك : ما هذا الهراء ؟! , ولما أقل لنفسي يا هذا كن حذراً فقد تكون لحظتك الأخيرة ؟! , ما هذا التشاؤم بحق نفسي ؟! , ومن يدري متى نهايته ؟ .. إنها مجرد تفاهات لا جدوى منها !! ..
وإن قلت لنفسك ذلك فتوقع أنك قد وقعت في فخ المعقول !! , نعم .. المعقول هو البداية لعدم تغييرك وتغيير فكرك ومن ثم تغيير رؤيتك للأمور , أنه واقع مُسلم به لا يهوى الثوران عليه قليلاً لصالح البشري المستكشف للأمور من جميع جوانبها , هو تقييد له ولفكره ولما يود أن يكونه ويراه , فلا تقع فريسة له , كن ثائراً عن المعقول المهلك ..
اسلك بعض الطرق الغير منطقية من حين إلى آخر , لا تسير في طريق واحد قد قررت ألا يكون له ثاني ..
فماذا سيحدث إن أبتعدت قليلاً عن طريق المنطقية والمعقول , لما لا تخالف قواعدك التي أرستها دون النظر لعواقب الأعتماد عليها على طول المدى ..
فقط تخيل ما يلي : أن تكون تلك اللحظة هي اللحظة الأخيرة في زمنك , قل لي الآن .. هل وجدت الأمور تبدلت ؟ , قد أدركت قيمة الحياة على حق , هل أستشعرت بجمال الكون حتى وأن ملئه غبار وأدخنة السيارات الخانقة ؟ , حتماً ستجد الجمال حتى وإن كان وجود هذا الجمال لا منطقي لما يشيع في الصورة الأصلية , ولكن عالم التخيل واللامنطقية عالم مختلف يجب أن تخوضه ..
التعليقات
يصعب احيانا في خضم حياتنا اليومية المليئة بالكثير
لكن قد نحاول
موفقة في اختيار الموضوع