استجمعتُ بعْضاً من قدراتي العقليّة وأنا أحاول القيام بجرْدٍ موضوعي لأروع جملة .. أو أبدع عبارة
التقطتْها أذني من خلال محطات حياتي .. و فجأة و أنا أسطّر و أكتب هذه الخواطر.. إذا بها تأتي على
مسمعي تلك الجملة الأروع على الإطلاق .. يا لغبائي ! كيف تسنّى لي أن أتجاهلها منذ البداية ؟
إنّها بكلّ بساطة : جملة الآذان .. تلك السيمفونيّة الربانيّة التي تختزل كلّ معاني الإخلاص والخلاص
خمسة مرات في اليوم.. فكانت بحق هي أمّ المحطات .. وأعظم جملة ستبقى هي الأروع أبد الآبدين .
نعم .. أربعة عشر قرناً مضتْ .. تبدلتْ فيها الأحوالْ .. وتغيّرتْ فيها الأجيالْ .. اندثرتْ فيها حضارات
وانمحتْ منها إمراطوريات .. و لكنّ تكبيرة الآذان لمْ تتبدلْ .. لم تتغيّرْ .. لمْ تنقرضْ .. لازالت تعلو المآذن ..
و تهلّل في جميع الأقطار شمالاً و جنوباً .. شرقاً و غرباً .. تحمل سرّاً سرمديّاً فهي للظرف الزماني حجّة
قائمة الذّات .. و هي للظرف المكاني محجّة لتلبية النداء .. فهنيئاً لكلّ من لبّى النداء إيماناً و احتسابا .
بقلم : تاج نورالدين .
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...