موجع حقا ان ترى الدنيا نجحت في ترويض عنفوانك و الزمتك بقوانينها الدنيئة .
و مؤلم ان تجلس مع نفسك تفاوضها لتنازل عن اشياء كنت في الماضى تعتقد استحالة التخلي عنها و المؤلم اكثر ان ترغم قلبك و عقلك على ترك افكارك و قضيتك و اشياء هي من كيانك و شخصيتك لكي لا تخسر حريتك او حتى حياتك .
و ما ابشع ان تشعر انك مكبل و غريب و تضطر للانبطاح من اجل النجاة .
ما امر ان ترى احلامك مستحيلة و ترى الطريق نحوها مسدود فتحاول محو تلك الاحلام و الطموحات و تستبدلها بالعيش في كنف الذل ، وسط أشياء لم ترغب بها يوما و التي لطالما أعلنت إعتراضك عليها و رفضك لها ..
و تساير أيامك و تتقبلها رغم أنفك كما هي مع عجزك علي التغيير .
ما ابشع ان تنحني امام عدوك و تذعن له لكي لا ترى دمعة تنزل من مقلة امك و ذويك .
تختنق في اليوم الف مرة و تتجرع الاسى و تشعر انك فقدت نفسك و انك اضحيت مزورا .
تقييم نفسك فتجد ان الحياة قد اصبحت تتحكم في كل تفصيلك كورقة خريف تذروها الرياح لا تقدر علي شي .
تشعر باليأس و المرارة و تعانى من الانفصام و تنظر لنفسك فتجهدها قد شوهتها اشجان الحياة و غيرتها الي مسخ يصعب تجميله .
يمر العمر و انت حائرا ما بين قلبك و عقلك و دينك و قضيتك فلا عقل اقنعت ولا قلب انصفت و لا دين طبقت و لا قضية ناصرت
و لا فزت بدنيا و لا ربحت اخرة و لا تدرى متى تنتهي هاته المعاناة ..
قلم خليل بن علي
-
خليل بن عليكاتب تونسي مهوس من موالد 1995 تقني في الاعلامية و ناشط حقوقي و عضو في منظمة العفو الدولية و مدون في العديد من المواقع و المنصات العالمية و العربية
التعليقات
و لا فزت بدنيا و لا ربحت اخرة و لا تدرى متى تنتهي هاته المعاناة
مقال جميل