مملكة الحب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مملكة الحب

مقال بقلم/ عبده عبد الجواد

  نشر في 25 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

هى حلم كل العشاق .. مملكة الحب.. فليس هناك فى الحياة سوى الحب والكلمات الرقيقة الحنونة ، فهى جولييت تحلم بحبيبها ذلك الفارس الذى سيخطفها على الجواد الأبيض ويسير- بل يطير بها فوق السحاب ، وهو روميو- ذلك العاشق ذو القلب والفكر الملائكى ولايرى فى الكون سواها ، ولايرى من الحياة سوى الجمال والرقة وينام يحلم بشمس الصباح التى تجمعه بها يوما فى مملكة الحب .

أفيقوا.. فأنتَ لن تكونَ يوماً روميو أو قيس ! وأنت ِلن تكونين يوماً جولييت أو ليلى ! 

الحقيقة والحلم 

هناك حقيقة لابد أن تعرفها اذا كان حلمك فعلا الوصول لمملكة الحب فلا تتعجل ، فللكون نواميسه وسننه التى لاتخطىء ، وكل من يحلق فى السماء ويطير فى العنان لابد له يوما أن يسقط -تلك الحقيقة التى ستكون صادمة يوما ما -إذا لم تنتبهوا .

فهل تستطيع أن تدخل المطار لتستقل طائرة الى مكان دون ان يكون معك جواز سفرك وبه تأشيرة مكان هدفك الذى بعد ساعات طالت أم قصرت ستصل اليه ، وكذلك تذاكر السفر وبعد ذلك تتوجه الى المطار !

حتى نستطيع أن نحلق الى سماء مملكة الحب التى هى فى خيالنا خيال -فما أجملها لو صارت واقعاً نعيش فيه مع من نحب- ولكن لابد ان نتلمس خطى الواقع لكى نحلق بأجنحة الحب ونصل لمملكتنا المنشودة فابحث عن التوافق النفسى والبدنى والاجتماعى .. ابحث عن التوافق الفكرى مع من تحب .. راجع قدرتك المادية فلابد ان يكون لك عمل ودخل حتى لو شبه ثابت بعيداً عن أسرتك وأسرتها تلك مقومات النجاح وخطوات الدخول لمطارالحب حيث تصطحب رفيقة عمرك وتستقل طائرتك لمملكة الحب..لسان حالك يقول:لقد تعقدت المسألة!

روميو وجولييت

 لو كان هذا فكرك فاعلم أن "روميو وجولييت" هى قصة وليست واقع،وقد ماتا منتحرين وبقى أثرهما الجميل فى تصالح عائلتيهما المتنازعتين لشعورهما بالذنب لمقتل ولديهما،ولم يكن قرارهما بالانتحار لهذا الهدف ولكن الأمر أن "روميو" اعتقد ان "جولييت" قد ماتت أو قتلها أهلها بسببه فتجرع السم لأنه لايستطيع العيش بدونها ،وأما هى فقد أفاقت من دواء تناولته يجعلها تنام لفترة طويلة كالميتة هربا من الزوج الذى اختاره لها أهلها .. فلما أفاقت وجدت حبيبها منتحراً بجانبها فقررت هى الأخرى التخلص من حياتها وفى النهاية فذلك خيال كاتب ! فهل يعجبك هذا الخيال وتلك النهاية التى هى-وفق عقيدتنا كُفرٌ بَيّنْ ؟!

مجانين العشق قيسان 

أما عن الواقع فتجربة صديقيك التاريخين العاشقين وكليهما " قيس" لقبا بالمجانين وهما فى الأصل ليسا كذلك وهكذا الحب ان لم يقوده الفكرالواقعى فهو جنون.. أحب القيسان ليلى ولبنى فالأول: قيس بن الملوح .. كانت "ليلى" ابنة عمه واعتبر أهلها أن شِعْره الذى ذاع وانتشر بين الناس بقصة حبهما تشهيراً فرفض أهلها زواجهما ،وتزوجت غيره رغم أنه عرض مهراً لها أكبر- فبقيت داخله الرمز والقمر الذى سيظل يراه طيلة حياته دون أن يلمسه أو يقترب منه،ولما علم بأنها راضية بحياتها وتعيش كما تعيش كل الزوجات ..هام على وجهه منعزلا حزينا فى الصحراء حتى وجدوه ميتا بين الحصى والأحجار !!

والثانى: قيس بن ذريح الذى هام عشقا بحبيبته "لبنى" وذاع الأمر بين الناس الا أن توسط الوسطاء جمعهما وتزوجا وعاشا سنوات معا، وفرق بينهما أنها لم تنجب وبضغط من الأهل طلقها ، ورفضت هى طلبات الزواج من بعده وكذلك هو الى أن تم الضغط عليه مرة أخرى بضرورة الزواج فتزوج الا أنه لم يستطع أن يستمر فتركها بعد ثلاث ليالى دون أى يمسها ، وكانت "لبنى "هى الأخرى قد تزوجت حين علمت بزواجه واعتبرته غداراً ، إلا أنها لم تطق أيضا زوجها وأخبرته فخَيّرها بينه وبين قيس فاختارت قيس وطُلِقَتْ وقبل أن تُكمل عدتها لتعود لحبيبها ماتت فبكاها حتى مات هو أيضا بعدها بسنوات قليلة !

كيف تعيش حلم العشاق كحقيقة ؟

فأى حياة من حياة هؤلاء العشاق تريد ان تعيش وتختار، فالحياة ليس كل خيالها جميل وحلو، وكذلك ليس كل واقعها قبيح ومر فلابد أن تعيش الواقع ممتزجا ببعض الخيال ، ولابد أن تحلم وتعيش فى الخيال وأنت ممتلكاً لزمام الواقع .. ومع الأيام ستكون حبيبتك زوجتك اذا قدر الله ، أو تكون زوجتك حبيبتك اذا رضيت بقسمة الله

فلا تهيم فى خيالك كثيرا فقد تُوَفق فى الزواج من حبيبتك التى ترى فيها الآن -بمرآة الحب-كل النساء ثم تعيش سراباً وتبحث عن سبيل الفرار، وقد تموت عشقاً على ذكرى فراقها وعدم نيلها وهكذا الانسان دائماً مايعشق البعيد ولايشعر بقيمة القريب ..دائما مايحب البكاء على الأطلال.. دائما لايدرك بصره السراب إلا متأخراً!!

..وسيظل يهرب من الواقع ويعشق سراب العيش فى مملكة الحب .

يشرفنى متابعتكم على مدونتى:

http://rwaealfekr.blogspot.com.eg/


  • 19

  • Abdou Abdelgawad
    رحلتى الطويلة مع عشق الكلمات لسنوات هاويا، تحتوينى كلماتى أحيانا وفى أخرى أحتويها ، كفانى أراء وحب الأصدقاء كأوسمة ونياشين تفيض بها ذاكرة عمرى ، وسيظل عشقنا الكبير حتى يتوقف بنا قطار الحياة، وحينها ستبقى الكلمات شاهدا ...
   نشر في 25 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Dallash منذ 5 سنة
لا قيمة للحياة دون حب,فلا تسال نفسك عن نوعية الحب الذي تريد,روحي أم مادي,أخروي أم دنيوي,فالانقسامات لا تؤدي إلا إلى مثيلتها..
الحب , ليس له تسميات ولا علامات ولا تعريفات..انه كما هو نقي وبسيط..فان الذي يحب لا يسال عن أسباب حبه,وان سال فلن يجد سببا واحد كافيا, وان وجد يكون حبه قد مات أو انتهى!!
دام المداد استاذي
2
Abdou Abdelgawad
اتفق مع حضرتك تماما الحب اسمى وانقى المعانى الانسانية فى الحياة .. أو قل ان شئت هو الحياة شكرا جزيلا لمتابعتكم القيمة يسعدنى مروركم الكريم .
Dallash
تحياتي
>>>> منذ 5 سنة
يقولون "لا منطق في الحب'' هل هذا صحيح؟؟ أعجبني جدا طرحك أستاذي الكريم... لأنك رفعت الستار عن حقيقة الحب الذي لا منطق فيه... ينتهي بالالم و من ثم نبدؤ بالبكاء على الاطلال و الاوهام التي تعلقنا بها... الكل يتحدث عن قيس و ليلى و عن روميو و جولييت لكن لا أحد يتحدث عن أنه كان حبا "فاشلا" فالحب لم يكن ليجرح و لم يكن ليؤلم أحدا يوما... شكرا لمقالك الرائع ...لعله يلقى عقولا تستفيد منه.
3
Abdou Abdelgawad
فعلا سيدتى انه غريب منطق الحب والمحبين ، ولامعنى للرغبة الدائمة فى الشعور بالألم والبكاء على الاطلال - أسعدنى كثيرا مروركم الكريم كاتبتنا المميزة على المنصة .. تحياتى لحضرتك .
>>>>
تحياتي لك أستاذنا الفاضل
شاعر النيل
لا منطق فى الحب
ربما هى كلمه تفيد العموم فى ذهنى المتراص بالافكار
لكن هل يقصده حقا ارجو الافادة تفيد العموم
Abdou Abdelgawad
المقصود ان الحب فى كثير من الأحيان لايجعلنا قادرين على اتخاذ القرار السليم بل انه يستعذب الألم فقد يصر على حب من لايحبه رغم أنه لو شاء الله أن يرتبطا فقد لايكون ذلك الحبيب سعادته ، وقد يتجاهل حب من يحبه رغم أن فيه سعادته .. والخلاصة أن يمتزج خيالنا بالواقع ( ستكون حبيبتك زوجتك اذا قدر الله ، أو تكون زوجتك حبيبتك اذا رضيت بقسمة الله ) ولكم خاص تحياتى لمروركم الكريم .
ما اوجزها من حكمة ايها الكاتب المرموق
أ. عبده ( ابحث عن التوافق النفسى والبدنى والاجتماعى .. ابحث عن التوافق الفكرى مع من تحب .. )
لكنك لم تترك القارى يشعر بعدم امكانية أن (يعيش الواقع ممتزجا ببعض الخيال ) بل وجهته الي الحل وهو # لابد أن تحلم وتعيش فى الخيال وأنت ممتلكاً لزمام الواقع .. ومع الأيام ستكون حبيبتك زوجتك اذا قدر الله ، أو تكون زوجتك حبيبتك اذا رضيت بقسمة الله#
دام قلمك متألق صاحب فكر راقي
3
Abdou Abdelgawad
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل وارجو ان اتشرف بمتابعتك لمقالاتى الجديدة على موقع رقيم حصريا من خلال رابط مدونتى روائع الفكر نهاية مقالاتى ,شكرا جزيلا
مريم منذ 6 سنة
الانسان دائماً مايعشق البعيد ولايشعر بقيمة القريب ..دائما مايحب البكاء على الأطلال.. دائما لايدرك بصره السراب إلا متأخراً!
صدقت.
5
Abdou Abdelgawad
شكرا جزيلا لأرائك التى تدل على شخصية تمتلك الحس الفنى والذوق الرفيع تحياتى وارجو لك التوفيق دائما
Lamis Moussa Diab منذ 6 سنة
نعم، نعشق سراب العيش في مملكة الحب.
شكرََا لقلم حضرتك الأنيق ... أبدعت كاتبنا الفاضل وأنرت بصائرنا.
4
Abdou Abdelgawad
أشكرك حضرتك للمتابعة المحفزة الجيدة ، وأدام الله فضلك وذوقك الرفيع
تحياتي استاذ عبد الجواد، دام قلمك استاذ
4
Abdou Abdelgawad
تحياتى وتقديرى لشخصكم الكريم استاذة امال
في منتهى الروعة ...وضعت النقاط على الحروف
4
Abdou Abdelgawad
شكرا جزيلا سيدى الفاضل لمروك الكريم وذوقك الراقى
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
تحليل متميز زاده الاستشهاد بقصص شهيرة و تاريخية تأثيرا،بانتظار كتاباتك القادمة ،دام قلمك سيدي الكريم.
4
Abdou Abdelgawad
شكرا سيدتى الفاضلة لمتابعتك الدائمة
أقباس فخري منذ 6 سنة
رسالة سامية أحسنت أيصالها أخي عبده.
4
Abdou Abdelgawad
هذا من ذوقك الراقى كاتبنا الجميل الحس والمشاعر.. وحشتنى تعليقاتك كثيرا أرجو ان تكون بخير دائما

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا