لماذا تُحارَبُ اللغة العربية وتُهاجَم؟؟!!
نشر في 24 ديسمبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لماذا تهاجم العربية؟؟
هل تحتاج الشمس الى دليل على سطوع نورها؟؟
لن أناقش هنا قوة اللغة العربية فهي تقف عالية راقية ..محيرة العقول ببنائها الشامخ ،ومطربة النفوس بنغمات بيانها الرائع ..فقد أسالت وسالت حولها الاقلام وصفا لجمال رسمها ، وسعة معجمها، وفصاحة وبلاغة كلامها ، يكفيها فخرا ان الله اختارها وعاءً لغويا حافظا ومحافظا للقران الكريم معجزة النبي محمد عليه الصلاة والسلام .
اريد ، هنا ،ان أوضح ان الذين يهاجمون اللغة العربية ، لا يخرجون عن :
- فئة من ضعاف التكوين اللغوي والتلعتم التواصلي بهذه اللغة الأصيلة .
- أو شرذمة من الحاقدين الناقمين الجاحدين لفضائل هذه الأمة وأياديها البيضاء على البشرية جمعاء.
- او من طرف كراكيز مستعبدة ومسلوبة الإرادة ،لا تملك حريتها.. لان الذي يحركها ويوجهها هي أياد خبيثة وحقودة .
وكيفما كانت هذه الفئات فان حقيقة اللغة العربية هي التي تخيفهم ، والسبب :
1- ان اللغة العربية تملك قاعدة واسعة من الذين يتحدتونهاويتواصلون بها و قاعدة أكبر ممن يفهمونها دون تداولها ،ولهذا فهي تصنف في المرتبة الرابعة عالميا، اذ يبلغ عدد المتحدثين بها 541 مليونا حسب احصائيات 2015 مقارنة مع الفرنسية التي تحتل الرتبة 17 بحجم 220 متحدثا بها.
هذا يعطي للغة العربية قوة السحر بحيت تستطيع ان توصل الأفكار بيسر، وتوعي الأفراد والجماعات بسرعة ، وتوحد الأهداف والغايات ..لان الفكرة كيفما كانت قيمتها فإنها تظل عديمة التأثير في غياب لغة أصيلة وواصلة وموصلة . والعربية لها شحنات تقافية ووجدانية وقومية قادرة على تحقيق هدف الوحدة والاتحاد؛ فمثلا الوحدة اللغوية بين دول شمال افريقيا وكذا بلدان الشرق الأوسط هي حقيقة لا يمكن إنكارها، بحيث يمكن للمواطن العربي ان يعبر هذه البلدان ويتواصل مع اَهلها بكل يسر ودون شعور بأدنى غربة او اغتراب ، بل يحس بتقارب قومي ووجداني ، والاهم ان هذا التواصل بامكانه ان يكون نواة لبناء مصالح اقتصادية مشتركة ،
وهكذا فاللغة توحدنا حتى وان اختلفت مصالحنا ، لكن أعداء هذا التصور الوحدوي ينزعجون من الفكرة وترعبهم محاولة تنفيذها ، ومن ثمة يسعون جاهدين الى أضعاف اللغة العربية سواء بتشجيع اللغات الأجنبية وتصويرها كلغات تحمل الحل والخلاص من وضعيات التخلف ، او باحياء واحلال اللهجات العامية محل العربية وجعلها اداة الاعلام والتعليم والإدارة .
2- هو ان المحيط الجغرافي للمتحدثين بها يشكل رقعة واسعة ومتقاربة ، وبها ترواث ومقدرات مهمة لعل ابرزها هو النفط والغاز والفوسفاط ،والأراضي الخصبة الصالحة للفلاحة( .ولهذا ندرك الان حقيقة غرس كيان صهيوني من طرف الاستعمار الانجليزي وجعله كخنجر في وسط جغرافية الوطن العربي ليفصل أجزاءها، ويحول دون اَي تكثل او تلاحم مستقبلي .) وهكذا فكل عنصر مساعد لتحقيق هذا التكامل ليس في صالح تجار الفتنةروالتفرقة.
وخلاصة الرأي ان العربية ، للأسف ، يعرف سلطتها ومكانتها وحجمها غير العرب ، بل تجدهم يتضاخكون اكثر حين يَرَوْن ان هذه اللغةً تصفع وتخنق وتغتال من طرف اهلها .
أهل دون أهلية ماتت في دواخلهم كل أحاسيس الغيرة والنخوة ، وراحوا يبيعون نحوها وصرفها .. ويقدمون افكارها هدية لقواد الرومان ..لكنها رغم جحود اَهلها .. ستظل شامخة .. عصية .. متمنعة .. تحفظ عفتها .. وتفرض احترامها ووقارها . وحياة الذل لن تفارق من باع لسانه .. وضاع صوته .. وبقي تائها وحائرا بين لغة الإشارات ..