معنى الوجود وتعريفنا للحياة؟
هل تسألت يوماً عن معني الحياة وحقيقة إداركنا للوجود والعالم؟ هل كل ما حولنا حقيقة وهل كل ما نشعره بحواسنا موجود؟
نشر في 01 شتنبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ما هو معنى الحياة, وكيف ندرك أننا أحياء؟
نحن نشعر بالعالم حولنا ونشعر بالحياة تسري فينا .. نرى العالم بعيوننا, نسمع زقزقة العصافير بآذاننا, نشتم الورود والرياحين بأنوفنا, ونلمس الأشياء من حولنا.. كما أننا فوق هذا كله, نشعر بدقات قلوبنا.. نشعر بالحياة تسري فينا فهكذا نحن أحياء .. هكذا نحن هنا.. الآن .. في هذا العالم, وهذا هو الفرق بيننا وبين الأموات. الشعور بالعالم وبالوجود.
إن كل ما ذكرته بالأعلى نشعر به بأعضائنا الجسدية المعروفة باسم الحواس, ولكن هل يمكن لأي فينا أن يتخيل شكل العالم ولون الأشياء دون أن يكون لنا عينيين؟ هل يمكننا أن نسمع صوت انفاسنا ودقات قلوبنا إذا فقدنا قدرتنا على السمع, ماذا لو فقدنا بعض الحواس أو كل الحواس, كيف يكون العالم حينئذ وما هي حقيقة وجودنا وحياتنا؟
بعض الأطفال يولدون وهم فاقدون القدرة على الإبصار.. أو السمع .. او في بعض الحالات الناردة اللمس والاحساس, بعض الأشخاص لا يستطيعون إشتمام الأشياء بسبب بعض الحالات المرضية. فماذا لو تخيلنا طفلاً واحداً ولد مفتقداً كل هذه الحواس.. لا يرى , لا يسمع , لا يشعر ولا يعرف ملمس الأشياء, لا يشتم أي روائح, ولا يعرف مذاق أي شئ فهو فاقد لكل هذه الحواس. ما هي الحياة بتعريف هذا الطفل؟ ما هو الوجود؟ فلتتخيل للحظة واحدة أنك أنت هذا الطفل.. هل كنت ستعرف أصلاً إن كنت موجود أم لا؟ إن كنت حياً أو ميتاً؟ الطفل في هذه الحالة موجود, ولكن الكون من حوله غير موجود , والحياة غير موجودة لأنه ببساطة لا يدرك أي منهما, هو أيضاً لايدرك وجوده ولكننا ندرك أنه موجود ولكنه في عقله عالمنا هو الغير موجود.. لا يعرف أن هناك بشر, لا يعلم أن هناك حياة.. لا يعرف الفرق بين أي من الأشياء بما فيهم الموت والحياة.
فما هي الحياة مرة أخرى, وما هي حقيقة وجودنا؟ ماذا لو كانت هناك أنواع أخرى من الحواس غير حواسننا؟ درجات من الإبصار تختلف عن ابصارنا؟ ذلك سينتج عنه عالم آخر غير عالمنا وإن كان العالمان في نفس المكان.
عندما ننظر إلى الحواس نظرة علمية بعيداً عن النظرة الفلسفية, فإن كل ما نراه, نتذوقه, نسمعه, نشتمه, نلمسه وكل شئ نشعر به عبارة عن اشارات كهربية ترسلها الحواس للدماغ.. كل المناظر البديعة التي رأيتها في حياتك, كل الروائح العطرة التي اشتتمتها, أشهي المأكولات التي أكلتها وكل الأشياء التي لمستها.. كلها اشارات كهربية ترسلها الحواس للدماغ. كل ما نشعر به في النهاية هي اشارات كهربية في الدماغ. وهناك بعض الأجهزة (التي تم بالفعل عمل نماذج أولية لبعضها والباقي عبارة عن أبحاث نظرية ) التي تحاكي ما تفعله الحواس لتولد اشارات كهربية يمكن ارسالها للدماغ.
لكي تتضح الصورة.. هذه الأجهزة يمكننا أن نبرمج فيها ونضع فيها اوامر لتعطينا اشارة كهربية لشخص يجلس على شاطئ أحد البحار ينظر إلى الأفق البعيد ويشعر بملمس الرمال من تحته.. ليتحول كل هذا المنظر إلى اشارات كهربية يمكن تحميلها وارسالها عبر الأعصاب إلى دماغ شخص ما ليعيش هذه الحالة وهذه الصورة رغم انه في مكان آخر تماماً ويلمس شئ آخر تماماً.
كيف نعرف أننا نعيش هنا, في هذا الوجود وأننا لسنا إلا أدمغة في مكان ما تحمل عليها اشارات كهربية تعطينا الإحساس بأننا موجودون هنا, على كوكب الأرض.. نشعر بما نشعر به ونعيش حياتنا كما نعيشها ونعتقد أننا موجودون بالفعل هنا, على الأرض؟ الإجابة حتى الآن غير معروفة وغير ممكن معرفتها, ولكن نظرياً الموضوع مرجَح جداً, نعم قد نكون مجرد أدمغة في مكان ما في هذا الكون أو خارجه ونحن لا ندرك ولن ندرك ذلك.
الأسئلة الوجودية التى تتعلق بالحياة ليس من السهل الإجابة عليها, وفي بعض الأحيان ليس الهدف من طرح هذه الأسئلة هو الإجابة عليها وإنما هو محاولة الإجابة عليها بطرح كل الفرضيات والنظريات الممكنة.
في المرة القادمة التي ترى فيها فتاة جميلة للغاية, أو ترين فيها شاباً فائق الوسامة.. في المرة القادمة التي تتذوق فيها طعاماً لذيذاً لم تتذوق مثله من قبل.. في المرة القادمة التي تلمس فيها شيئًا يبدو خيالياً.. في المرة القادمة التي تشتم فيها عطراً لا مثيل له .. وفي المرة القادمة التي تسمع فيها أجمل ما سمعت في كل حياتك.. ضع في اعتبارك أن ما تشعر به ليس إلا اشارة كهربية.. قد تكون آتية من حواسك .. وقد تكون آتية من مكان آخر في الكون.. أو حتى من خارج الكون.. ولكنها ليست دائماً حقيقية طبقاً لتعريفك لمعنى الحقيقة.
وجودنا في حد ذاته ليس إلا اشارات كهربية في أدمغتنا سواء كانت إشارات حقيقية وآتية من العالم حولنا عن طريق الحواس .. أو حتى آتية من مكانٍ آخر.
- أعتذر عن إي خطأ لغوي أو نحوي غير مقصود فلم أكتب بالعربية منذ فترة طويلة.
-
Mabding...
التعليقات
- هل هذه المقالة من استنتاجك ؟؟
إن كانت كذلك فقد اذهلتني !!!
وقفة تحية لقلمك ``
و السلام على سيدنا محمد عبد الله و رسوله وعلى آله و سلم
اما بعد
تعليقا على قولك وكأنه الخلاصة "وجودنا في حد ذاته ليس إلا اشارات كهربية في أدمغتنا سواء كانت إشارات حقيقية وآتية من العالم حولنا عن طريق الحواس .. أو حتى آتية من مكانٍ آخر." وكذالك "عندما ننظر إلى الحواس نظرة علمية بعيداً عن النظرة الفلسفية, فإن كل ما نراه, نتذوقه, نسمعه, نشتمه, نلمسه وكل شئ نشعر به عبارة عن اشارات كهربية ترسلها الحواس للدماغ" و "فماذا لو تخيلنا طفلاً واحداً ولد مفتقداً كل هذه الحواس.. لا يرى , لا يسمع , لا يشعر ولا يعرف ملمس الأشياء, لا يشتم أي روائح, ولا يعرف مذاق أي شئ فهو فاقد لكل هذه الحواس. ما هي الحياة بتعريف هذا الطفل؟"
هل يمكن ان نلخص المقال الى هذه الفقرات يبدو انه كذالك
سؤالى اليك اخي بماذا نتحسس العقل و بماذا نتحسس الزمان " و اوجه اليك سؤال دعنا من الطفل الفاقد للحواس لنقل انسان فاقد للعقل " ما هي الحياة بتعريف هذا ؟
اقول لك اخي ان من الحياة هي الكلام و تسمية الاشياء فكيف تسمي الاشياء و تقوم باصدار احكام معينة كهذه التي كتبت في مقالك بل هل الحكمة من كتابتك لهذا المقال هي عن اشارات كهربائية ان اجبت بنعم فنقول مالحاسة التي انشئت هذه الشارات الكهربائية و ان قلت لا فمن اين ؟ لا علينا المهم انك لن تنكر الحكمة مما تقول او تكتب و الا انهار كل شيئ نفيا او اثباتا , عندها و باقرارك للحكمة فلا بد من اقرار الحكمة في وجودك اليس كذالك. و اقول لك أخي بدل ان تسال عن الاحساس بالوجود فالتسأل عن الحكمة من الوجود فانت موجود. لان هذا سيقودك الى من انا و هل ان موجود عندها سيكون جواب غيرك من السائل. و اعلم أخي ان ادراكنا للاشياء في عقولنا الا الأشياء ذات الطابع الهندسي
اي ان عقلنا مرتبط ارتباط وثيق بالهندسة و هي الوسيلة الوحيدة التي يتعلم بها الا تري ان الكلام قبل ان يكتب كان مجرد اصوات فعبر عليه الانسان بهذه الخطوط الهندسية و المقطوعات الموسيقية الم تحول الى نوتات هندسية انظر الى ما حولك من اشياء مصنعة الم تكن رسومات هندسية حتي اصبحت ذات طابع وجودي هندسي. ثم انظر الى هذه الرسائل التي تحمل في طياتها الافراح و الاحزان هل نقلت الى بهذه الاشكال الهندسية
فلا تحصر الوجود في هذه الشارات الكهربائية لانه ربما ينتقل السؤال الي كيف تنشأ هذه الشارات هل من الحواس ام من ماذا فكم من صاحب حواس لا يحس و او يحس بغير ما يحس به غيره.
تفكر في قول الله عز و جل "{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) } (سورة العلق 1 - 19)" و قوله عز و جل "{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) } (سورة آل عمران 190 - 195)" و قوله عز و جل "{ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118) } (سورة المؤمنون 109 - 118)"
هذا و صلى الله و سلم على نبينا محمد عبد الله و رسوله و على آله و سلم
كتبه المهندس حمو من الجزائر