تتواري الشمس في مجراها ليترائي القمر في غيمته سحب غائمة آل في السماء و نجوم متناثرة بين ارجاء السموات..
مسجاة علي ظلال الارض متكئة علي قدميها تواري وجهها الصغير بكفيها للآ يكشف ما به من دموع..
ذكري حزينة آبية الا تغادر رأسها الصغير.. آل اتي الغدر من من لم تتوقع ابدآ غيهم..
باتت بلا مآوي بعدما رحلت عنهم بلا عودة.. لم يكن الامر بيدها بل بات فرمانآ و اضطرت الي الخضوع اليه..
لاذلت لا تصدق ما بصرته عيناها.. والديها المصونين الذين ادعوا دومآ الشرف و المثالية يضربون بكل ذلك عرض الحائط ليكشفوا عن انيابهم الكاسرة الحقيقية..
البداية كانت عندما لاحظت الصبية تغير جازر في والدتها باتت تصفف شعرها الاشقر كل ليلة و تسهر حتي لحظات الصباح الاولي في الحفلات الصاخبة التي تعدها رفيقاتها سيدات المجتمع.. اما الاب المصون فحدث و لا حرج دائمآ ساهرآ خارج البيت مع الفتيات السيئة السمعة حتي آلت اخباره السيئة الي زوجته..
لاذلت ذكر تلك الليلة التي سمعت فيها صراخ الأبوين كانت تصرخ فيه عن علاقته بالفتيات و هو يعيرها بحفلاتها و رغبتها في الطلاق للزواج من غيره...
وصل الامر بينهما الي لا نهاية و لجآ الي الطلاق غير عائبين بابنتهم المسكينة..
حاولت تستعطف امها ان تبقي معها الا انها رفضت و رحلت في الحال بكل برود اما اباها فطردها بكل قسوة لان البيت ستحل به الزوجة الجديدة..
خرجت الفتاة بلا رجعة و هي لا تدر اين تذهب حتي قادتها قدماها الي تلك الارض التي آوتها من غدر البشر..
لمحت عيناها ذلك الكوخ الصغير المسجي علي اعتاب الرمال.. ولجت منه و هي حزينة..
كان الكوخ فارغآ و به بسطة صغيرة و بعض الكساء كانت متعبة فاسجت جسديها و اكتست بالكساء.. اغلقت عينها الحزينة التي تحتاج بعضآ من الراحة...
راقباها بعيناه تلك الملاك الصغيرة المسجاه اسفل الكساء.. يحيطها بنظرة شفقة متسائلا عما حل بصبية بريئة مثلها...
فتحت عيناها لتجده امامها و قد نسج ضفائرها الصغيرة بشكل لطيف فانسابت علي كتفيها.. تنظر اليه معتذرة عن دخولها الخاطئ ثم تفر في الحال و هو يتبعها محاولآ الكلام معها بلا فائدة..
كان الجو معتمآ و البرودة تعج بارجاء الموضع.. باتت تسير في الطرقات خائفة لا تدر الي اين تذهب.. ولج الي ذاكرتها الارض الرملية التي احتوت بيتها المصنوع من القش الصغير.. كانت تتواري فيه و هي صغيرة كلما همت والدتها بعقابها ضربآ مبرحآ..
ولجت اليه و هي حزينة.. بات البيت كما هو صغيرآ من القش و بداخله وسادة صغيرة و بعض الكساء.. آوية اليه وحيدة و هي تشعر ان بداخل حلقها غصة بداخلها احزان عدة...
لم تملك من تفضي اليه بما يؤلمها عودتها الحياة ان تحيا وحيدة تكتم بداخلها كل الم..
حتي و ان غدر بها ابويها فلامست الالام قلبها لعلها تبتسم يومآ مآ..
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب