أين نحن من هذا العالم ؟ هذا أهم سؤال يراود المرء كلما خلى بنفسه، أأنا بقمة الجبل أم بين الوديان ؟ أأنا هناك بين السُحُب أم بباطن الأرض؟ أسأتمكن من الوصول يومًا أم أن الحياة فرضت على قلبي الشقاء ؟ كلها أسئلة إجابتها تكمن في الإجابة عن سبب وجود الإنسان، وأولًا، هل أنت هنا عبثًا أم لسبب مُعين ؟ هل أنت مؤمن بالأساس من وجود سبب لوجودك هنا أم أنك تقضي أيامك هكذا ؟ أرى من وجهة نظري المتواضعة أننا هنا لهدف ثابت وهو إعمار الكون، أرى دائمًا أنني - رُغم وجود ملايين البشر - أنَّ ما خُلقت لأجله لن يتمكن أحدٌ من تحقيقه سواي، هناك اعتقاد قائمٌ بقلبي أن الأيام لا تتوالى هباءً وإنما تتوالى لتُخبرنا أن كل شيء يتحرك وأنه لمن العار أن نتوقف وترس الحياة ما زال يتحرك، رحلة البحث عن الذات تكمن في الإيمان بها أولًا ومعرفة سبب وجودها من الأساس، أعلم أن هناك عوائق سواءٌ كانت بالأهل، بالمُجتمع، برفاقك حتى ولكن كلها عوائق يجب تجاوزها، الأيام لن تنتظر زوال العوائق، هي حتمًا ستزول لكن التوقف حتى زوالها يعني انتظار الموت، ابحث عن ذاتك ببدأ البحث عن شعاع الأمل الضائع بقلبك، البحث عن أهدافك، إيجاد نقاط قوتك وتحديد مواطن الضعف، حُب الذات من أهم سُبل الوصول إلى الذات فلطالما كان الحب هو بوصلة القلب والعقل في آن واحد، في رحلة البحث عن ذاتك ستجد الكثير والكثير، ستسقط، تبكي، تتراجع، لكن لا تتوقف، تذكر أنك هنا لسبب ما ولا يمكن أن تَفنى دون إدراك هدفك معنويًا وماديًا.