كتبت مقالة منذ فترة حول كتاب النساء من الزهرة والرجال من المريخ لكاتب الأجنبي، هذا الكتاب الذي جعله العرب بالذات القاعدة الذهبية قبل الدخول في القفص الذهبي، ضاربين بالقواعد الأولى في الأعراف والعادات والتقاليد ضرب الحائط تاركين معين متن الكتب الثرية المسماه لقداستها وحرمتها بأمهات الكتب لرفعة أمهاتنا في الأصل ومنهل الخبرة والعلم فلا مجال للتناقض فيها ولا مجال للزور والظن. ودعوني أعلق على جزئية من هذا الكتاب الذي ادعى صاحبه من باب علم النفس وعلم الاجتماع بأن الرجال يمرون بفترات ينعزلون وينفصمون تماما عن الواقع بسبب تعرضه لمشكلة فصور المؤلف حال المريخي بأنه ينزوي في كهف متقوقعا على ذاته بسبب تلك المشكلة حتى يحلها وفي أثناء هذه الفترة لا يشعر بمن حوله ولا يراهم ولا يسمعهم فيندمج في حاسوبه أو التلفاز أو عمله الروتيني ولا يسمح بأن يقتحم عليه خلوته أيا كان لذا فإن المرأة تجن في هذه الفترة وتحسب أن الزوج يفكر في نزوة أخرى أو لا يهتم بها وقد يرفع صوته عليها وتحل الكارثة وينصح الكاتب بأن تبتعد المرأة عن زوجها في فترة الانفصام وتستغل توهانه في زيارات ومشاوير وسينما وغيره وتستمتع بحياتها الى أن يخرج الزوج من كهفه حسب حجم المشكلة وزمن الانغلاق على الذات وذكرني الكاتب بمرض التوحد وكأنه يقول أن جميع الرجال يقعون في نوبة توحد مع ذاتهم فهل هذا يعقل!
وهل كل الرجال متوحدون؟! وهل ينطبق على الرجل الشرقي؟!
وكل سيدلو بدلوه في ما يعنيه وما لا يعنيه وكل سيغني على ليلاه فليس بشرط ما ينطبق على الغرب سينطبق حتما على الشرق.
سمية السويدي