هل للحب مقاييس! ذلك الشئ المعقد الذي لا يفهمه أحد لا يمكن أن يكون له مقاييس أبدًا، هو حالةٌ من الجنون والبله تصيب الشخص فيهذي بما لا يعلم، هل سمعتم عن أحدٍ قرر أن يحب هذه أو تلك فأحبها! بالتأكيد لا ومن قال غير ذلك فقد كذب، هو حالةٌ لا إرادية من شعورٍ بغيض في حقيقته يوهم صاحبه بالسعادة حتى يرتفع لأعلى عليين ثم يسقط على أم رأسه لأسفل سافلين بعد أن يتيقن أنه قد خُدع ومُكِر به، وبما أنه لا مقاييس للحب فليس شرطًا أن يُعشَقَ الجميل ويتم تجاهل القبيح! فهذه ملكة جمال منطقتها تعشق صعلوك من الصعاليك لا مال له ولا جمال فيه! وهذا الذي كجمال يوسف يركض خلف امرأة ذميمة قبيحة لو نَظَرْتَ في وجهها لَأَغَمَتْكَ الدهر كله، فكما يُقال: مرآة الحب عمياء! فحتى لو كنت المسيح الدجال؛ ستجد من يعشقك ويتمنى نظرة واحدة من عينيك حتى لو كنت أعورًا! أَلَمْ ترى كيف أحبت الجميلة ذلك الوحش! أو تلك الحسناء التي أحبت ذلك الغوريلا المُسمى كينج كونج! أو فيونا التي أحبت غولًا ورفضت أمراءً لأجله! وإن كانت هذه قصص خيالية فغيرها الكثير يحدث على أرض الواقع كل يوم، فما المانع أن تُحَب يا صديقي وأنت أنت! فمك يتسع لمدينة بأكملها، حين تبتسم تبدو كأنك الجوكر بدون مساحيق تجميل، أذناك ينقصها سنتيمترًا واحدًا وتتحول لجناحي طائر، أنفك كطائر البجع لو تنفست منه مرة لاستهلكت كافة الأكسجين في الهواء، وجهك عبوس وقدماك تجلب الشؤم، وبالرغم من كل ذلك قد تجد من يحبك، فكما يُقال يا صديقي: مرآة الحب عمياء!!