صبيحت هذا اليوم الأربعاء توفي عالم الفزياء المشهور #ستيف_هوكينج، وكعادتنا نحن لا نترك حدثًا يمر إلا ونضع فيه " التاتش " اللمسة الذاتية لنا، ولمستُنا للأسف دائمًا تكون في زيادة الإختلاف، وسعيًا للوقوف في أحد الجانبين؛ كأننا ماعدنا نستطيع أن نقف صفًا واحدًا، ولا عُدنا نستطيع أن نمرر شيئًا دون أن يحدث بيننا خلاف؛ بل لابد من استحضار ثقافة أهلي وزمالك، وكأن الأمر صار لنا عادة، ولكن للأسف عادة سيئة عادة الإفتراق والإختلاف

هذا الرجال لعله لم يدفن حتى الآن، ولكن نحن انشغلنا به انشغالًا كبيرًا بين مادح وذآم وانقسمنا فيه فريقان

الفريق الأول المادحون

يُثنون عليه ثناءً كبيرًا؛ لأنّه بداية قاوم المرض الذي تعرض له صغيرًا حتى صار عالمًا كبيرًا، ويمدحونه لأكتشافاته العلمية الفزيائية الكبيرة، ويمدحونه على تبسيطه وتسهيله لكثير من النظريات الفزيائية، وكذا يمدحونه لوقوفه ضد الظلم في أكثر من مظاهر وأشياء أخر..

الفريق الثاني الذآمين

يذمونه لأنّه كان رجلًا ملحدًا، تقلب بين الإيمان بالله فترات وبين الألحاد في أخر حياته، وإذا ما رأى هذا الفريق مادحًا من الفريق الأول للإنجازات العلمية لاستيف يقول: وهل تعرف أنه كان ملحدًا؟ وأنه كان لا يؤمن بوجد إله؟ أنه وأنه..

فيرد الفريق الثاني ويقول يكفيه فخرًا أنه فعل وفعل

وهنا الإشكالية

هل نحن اليوم نحاكم الرجل؟

هل أحدٌ سألنا عن اعتقاده ورأينا فيه؟

أو هل مدحه أحدٌ لأنه كان ملحدًا كافرًا؟

بالطبع كل الإجابات لا

وكذا الفريق الثاني الذين يهونون من الإلحاد في مقابل الإنجازات العلمية والمعرفية التي فعله الرجل

هل أمر الإله عندكم هينٌ إلى هذا الحد؟

هل الإنجازات العلمية تغطي على كل الأخطاء حتى وإن كانت أخطاءً في جنب الله؟

بالطبع الإجابة لا

إذن لنا أن نكون أكثر عقلانية وهدوءً ونقول

الرجل عالم فزيائي كبير واسهاماته العلمية والمعرفية كبيرة ويُضع في مصف الكبار وهذا حقه

أما إذا أراد أحد أن يتكلم عن دينه وعن أعتقاده يقول: بما أنّنا شُعب الأصل فيه أنها تؤمن بوجد إله فإن أعتقاد الرجل لا يتفق معنا

بكل بساطة نفرق بين علمه واعتقاده نستريح،

والأفضل أن نترك الرجل وشأنه وننشغل بما ينفعنا.