و يعجب الواحد منا بالكثير من الأشياء حوله و لا يكاد يلفت انتباهه تلك العضلة المقيمة داخله القائمة حدودها عليه و الحال معها كأمرِ سيدٍ وجب على العبد إتباعه , المتناسبة طردياً مع مساحة ما يعانيه صاحبها فإن هي اتسعت اتسع طريقه و انشرح صدره و إن هي ضاقت ضاق الكون برمته عليه .. !
كـ جلبة مسير قافلةٍ عادت بعد طول سفر و عناء غربة هي جلبة تلك الأحداث المتزاحمة فيها فلا كانت تستكين فتسمى قبضات و لا كانت تتسارع فتسمى نبضات .. هي هكذا لا حراك لبقية الجسد المتداعي إثر حالها !
إحدى أشهر مقولات سيدنا عمر بن الخطاب " لو علم الناس ما في قلوب بعضهم لما تصافحوا إلا بالسيوف " , على النقيض مع ذلك المقولة المتداولة للأديب الراحل " مصطفى محمود" تتلخص بأنه لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه لأن الظاهر المختل منا لا يشبه الباطن المعتدل بشيء !
إحدى هذه المقولات هي من ستحرك في قلبك شيئاً راكدا وددت لو أن تصيح أو أن تبوح به .. و لربما الافتراض هنا على أن الثانية هي الأَولى أن تكون الشاملة الواصفة لحال العديد منا , إننا و قد بتنا نؤيد جهل علومنا بأحوال القلوب و نواياها و هذا هو الأصل كون الرب وحده من يعلم أهاريج القلب بقوتها و هزلها .. فإننا نُنشدها لمن طاب له زمانه بأن يجاور عضلة كهذه رفقاً بها فإن شدتها ما هي إلا إمتلاء خبايا العمر بها و إن زاد الحمل عليها منكم فقد يرتخي حبل وصالكم و تضعف أمامكم هي و ما الضعف بالعيب لكن لكلٍ روح أسرار ها كُتب على القلب أن يكون مستودعا لها . !