أيها الغريب، أيهاالمرابط على حدود عالمه مترقباً بحذر الخطوة الحاسمة بين الهجرة والعودة، وبين هذاوذاك تسن المخاطر سيوفها، هه بربك يالحماقة قراراتك الأخيرة، ثمة تراجع لكن لاهكذا تورد الإبل كما تريد لحياتك، عليك العودة فذاتك تحتاجك، عُد فهذا وقتٌ أفضل للعودة، عالمك خلفك يناديك.
أيها الغريب...
لازلت تطلب فنجانين من القهوة ولازال النادل في حيرة من هذا الأمر،
كيف ستقول له أن الفنجان الآخر هو للصوت الذي يهمس داخلك!؛ وأنه صديقك الأقرب.... قهوتك أصبحت مرارتها ذكريات العابرين وأصوات فيروز وجوليا ودرويش ورسائلهما العتابية الملازمان لجوارحك، ولازلت تركض زاحفاً إليهم وقد أصابك ما أصابك؛ أتدري أن تلك المسافة بين مفاصلك التي تحتضنك في ليالي البرد!؛ هي مسافة كبيرة، بل أكبر من الإحتواء الأجوف الذي ستجده بين الآخرين ، ستحتويك الأشواك هناك يا عزيزي.
،يالنظرة سلامك المشفقة وهو يراقبك على بعد أقدام للوراء وأنت تحذر الالتفات إليه بل تخاف بل أراك جَبُنت؛ كشخص يرحل فجاه وبلا مبرر عمن وهبه قلبٌ ظمأن وحياةمثيره؛ لما! لأن ذاته الأنانية والشهوانية اعتادت النكران والركوض وراء خيالٍ مبهم ومشئوم، لا عليك أراهن أنك سترى مثل هذا كثيراً في عالمهم؛ أو عالمك الجديد أوالمؤقت... لأني لم أعهد عنك السذاجة قط.
-
Ahmed Abdelrahmanأحمد أحمد عبدالرحمن (عادل)، مهندس برمجيات، كاتب مقالات