حكاية عطاء
صاحب الذراع الذهبية يتقاعد بعد إنقاذ 2.4 مليون رضيع
بقلم: اليكسندرو ميسو
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو
تبرع جيمس هاريسون الأسترالي البالغ من العمر 81 سنة والذي يحتوي دمه على جسم مضاد لا يقدر بثمن بآخر كيس من البلازما. سمح لهاريسون بتجاوز السن القانوني للمتبرعين، 80 عام، بالسحب الأخير يوم الجمعة الماضي في تقدير لمزاياه وإثبات لقيمة دمه حيث ساعدت تبرعاته على إنقاذ حياة 2.4 مليون رضيع وفق إحصائيات الصليب الأحمر الأسترالي
دم الحياة
تذكر صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد أن هاريسون تبرع بشكل منتظم على مدى ستة عقود ما بين سن 18 و 81. وخلال تلك الأعوام تبرع 1173 مرة . منها 1163 من ذراعه الأيمن و عشر مرات من ذراعه الأيسر
ولدافع هاريسون للتبرع بالدم جذور في سجله الطبي. حيث أضطر لإزالة إحدى رئتيه بعمر 14 سنة واحتاج إلى نقل دم وبعد تلقيه 7.5 لتر من الدم أثناء العملية( ما يعادل تبرع 13 مرة) أدرك أهمية التبرع وقرر المساهمة في ذلك
“ مكثت في المشفى لمدة ثلاثة أشهر وخضعت لمائة قطبة جراحية وكنت أتطلع للتبرع منذ إجراء العملية لإنني لم أعلم الأشخاص الذين تبرعوا لي ولا عددهم. لم أقابلهم أو أتعرف عليهم.”
عندما بدأ بالتبرع بسن 18 عام إكتشف الأطباء أن في بلازما دمه مركب نادر قد ينقذ حياة الرضع. وهذا المركب يعرف جلوبولين المناعة ر ه و د الذي لا يقدر بثمن بالنسبة للأطباء. وهذا هو السبب.
عندما تحمل إمراة ذات دم سلبي ال ر ه بجنين إيجابي ال ر ه يعاني الطرفان من عدم التوافق ال ر ه.- قد يحدث لجسم الأم ردة فعل مناعية نحو خلايا دم الطفل وتهاجمه معرضة حياته للخطر. ويتسبب المرض بالإجهاض وولادة الأجنة الميتة والضرر الدماغي وفقر الدم لدى الأطفال حديثي الولادة
تبقى الأجسام المضادة بين حالات الحمل وقد تهدد الحالات المستقبلية. أكتشف أول علاج لعدم توافق ر ه في ستينات القرن الماضي وتعتمد بشكل كلي على جلوبولين المناعة ر ه او د. وحدث أن هاريسون كان أحد الأشخاص الذين ينتج جسمه هذا الجسم المضاد والكثير منه
تقول جيما فالكن ماير من الصليب الأحمر الأسترالي”يملك القليل من البشر هذه الأجسام المضادة بتراكيز قوية. ينتج جسمه الكثير منها وعندما يتبرع ينتج جسده كمية أكبر.”
تحول هاريسون للتبرع ببلازما الدم كلما سمحت له هيئة الصليب الأحمر بذلك ومكنت تبرعاته ملايين النساء الأستراليات من الخضوع للمعالجة اللازمة للحفاظ على صحة أحمالهن
وبالرغم من محاولة تصنيع الجسم المضاد في المختبر لا يزال المتبرعين المصدر الوحيد جلوبولين المناعة. وتشاهد الأجسام المضادة غالباً في لدى النساء في حالات الحمل غير المتوافق مناعياً ولكن بفضل العلاج الواسع للحالة تناقصت أعداد الأمهات اللواتي يطورنه
ووافق الكثير من الرجال على فحص الدم الإيجابي ر ه في محاولة منهم للتحول لمتبرعين وسد العجز في المادة. وقد يطور بعض الأفراد تلك الأجسام المضادة بعد تلقي النوع غير الملائم من الدم بشكل عرضي. أصبح هاريسون أحد أواخر المتبرعين الإيجابيين الذين لا يزيد عددهم في عموم استراليا عن 200 فرد
حصل على لقب “ صاحب الذراع الذهبية” ومكاناً في كتاب جينيس للأرقام القياسية بفضل التزامه بالتبرع بالدم وإنقاذ حياة الكثيرين. لم يعد بإمكانه التبرع بعد هذا العمر ويقول حان الوقت لتولي الآخرين تلك المهمة
ويجيب بتواضع” يسميني البعض بطلاً ولكنني في غرفة آمنة واتبرع بالدم. يمنحوني كوب من القهوة وبعض التسالي ثم أذهب لمنزلي دون عناء أو تعب. أتمنى أن يقوم شخص آخر بتجاوز رقمي القياسي وهو يشير إلى عدد التبرعات التي قدمها طوال حياته.”
المصدر:
ZME SCIENCE
MAY25, 2018
BY: ALEXANDRU MICU
-
إبراهيم عبدالله العلومهندس زراعي. مترجم.