* تدريس العاميات مشروع استعماري قديم جديد* - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

* تدريس العاميات مشروع استعماري قديم جديد*

* احذروا*

  نشر في 05 غشت 2015  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

     ماهي *اللغات الأساسية* التي تطالب الوزيرة: بن غبريت بتحسينها، و تقول: ومنها اللغة العربية؟ هل هناك لغة أساسية واحدة؟ أم لغات؟ و إذا كان هناك لغات أساسية للتدريس في مؤسسات التربية معنى هذا، أنّه عندنا تعدد لغوي، نعمل على تكريسه في التربية الوطنية، وهو انتكاس و تراجع على مسيرة تعريب التربية الوطنية، إذ كلّ مواد التدريس في التربية الوطنية سواء أكانت أدبية أم علمية فهي تدرّس لأبنائنا باللغة العربية، من الأساسي إلى الثانوي، وتدريس اللغات الأجنبية كالفرنسية و الأنجليزية هو وسيلة تعليمية للتكيف مع المحيط الأوروبي و مواكبة حركة التطور العالمي و اكتساب التكنولوجيا الجدية ومعرفة الآخر وفهمه، و اكتساب تجاربه في الحداثة والتطور بما يلائم ثوابتنا الوطنية وهويتنا الحضارية، وهذه في نظري هي استراتجية تعلم اللغات الأجنبية في منظومتنا التربوية، وهو أمر صحّي، و لكن لا ينبغي تكريس مصطلح* اللغات الأساسية* في منظومتنا التربوية، فعندنا إلى حدّ الآن لغة أساسية واحدة، هي:*اللغة العربية* و هي وعاء *السياسة التربوية الوطنية*، يبقى تعلّم اللغات الأخرى، هو لفتح نوافد المعرفة و اكتساب المستجدات بما يثري لغتنا الأساسية و هي اللغة العربية و يزيد في تطورها و مواكبتها للعصر وتكيفها مع المستجدات، لا ضير من تحسين و تطوير أساليب اللغات بما فيها لغتنا الأساسية ولكن بالظوابط العلمية و الشروط الأساسية التي يضعها المختصون، وفقهاء اللغة الميدانيين ، لا أن تفرض هذه الطرق من جهات أخرى سياسوية، تبني من الحبّة قبّة، ومن الشذود قاعدة،*فالشاذ يحفظ ولا يقاس عليه* فضعف المستوى العلمي في ولاية ما عند أبنائنا، ليس مبرّره *التعليم في المدرسة القرآنية* و لا * المسجد* و لا *التحدث باللغة العربية* في الشارع، و إنّما مردّه إلى عوامل أخرى ينبغي تحرّيها من ذوي الخبرة و الاختصاص، وهو أمر شاذ لا ينبغي تعميمه، بل من وجهة نظري المتواضعة، أنّ النجباء و المتفوّقين في مراحل التعليم، و النماذج الراقية لدى أبنائنا هم في الغالب من خريجي المدارس القرآنية و المساجد المحافظين على التعليم التقليدي ، وهذه حقيقة يعرفها الأساتذة و أولياء التلاميذ، رغم ما في هذه المحاضن التربوية من نقائص، ولكن خيرها ونفعها على أبنائنا باد للعيان، إذ أنّ الغالبية من أبنائنا الذين تلقوا تعليما قبليا تحضيريا في المدارس القرآنية، هم متفوقون في مراحل التعليم، و لا يجد المعلمون في تلقينهم المعارف التربوية صعوبة، فكثير من أبجديات التعليم التي يتلقاها أبناؤنا في السنوات الأولى ابتدائي، يكونون قد تلقوها في هذه المدرسة القرآنية، وفهموها و مارسوها كالخط و الكتابة و الحفظ و مسك القلم و معرفة الحروف الهجائية..الخ، و عليه فضعف المستوى العلمي أو تفوقه هو نسبي، و لا يعزى سببه إلى * المدرسة القرآنية* أو *المسجد* أو *المحيط المحافظ* بل إلى أسباب أخرى يجيب عنها أهل الاختصاص، إنّنا اليوم في عصر تنوعت و تجددت فيه مصادر المعرفة في عالم يستطيع الإبن الذي يتقن تكنولوجية التواصل الأثيري أن يحصل يوميا على كمّ هائل من المعارف و المعلومات الجديدة ما تعجز عنه المؤسسة التربوية تلقينه للطلاب، بل وجدنا كثيرا من المتمدرسين فاقوا أساتذتهم في مجال المعلوماتية، ومنه لا نستخف و لا نستهين بمصادر المعرفة الأخرى، بما فيها، المصادر التقليدية التي يكنّ لها مجتمعنا الجزائري كلّ الاحترام و التقديرين وهو ما أقصده مؤسساتنا المقدسة:* المسجد* و *المدرسة القرآنية* فهما رافدان مكمّلان للمعرفة، ومحيطان للتربية السليمة السوية و للتنشئة التي ظلت إلى يومنا يغترف منها مجتمعنا الجزائري هويته و أصالته وتربيته الأصيلة فلا نعلّق الرسوب و الفشل و الإخفاق على روافدنا المقدسة الأصيلة التي هي محل احترام و تقدير جميع الجزائريين، بل هذه الروافد المقدسة ترعاها وزارة وطنية ومؤسسة رسمية تسمى باسم *وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف* تسهر على ضبطها و وضع برامجها وهناك هيئات رقابية رسمية ترعى هذه المؤسسات الدينية و تشرف على وضع برامج التدريس فيها، و وضع الإطارات الكفئة في تسييرها، و في الغالب هي من خريجي الجامعة الجزائرية، وهذا التعليم التقليدي هو عمود نهضتنا العلمية و الثقافية في بلادنا و سائر البلاد العربية و الإسلامية، فقبل أن تولد المدرسة الرسمية في الجزائر غداة الاستقلال، ورث الجزائريون ميراثا تربويا و ثقافيا أصيلا يغترف من نبع القرآن الكريم و ظلال السنة النبوية الشريقة التي سطع نورها من رحاب الكتاتيب القرآنية و الثكايا و الزوايا و الجوامع و المساجد التي يقبل عليها عموم الجزائرين على مرّ التاريخ وكان هذا التعليم النهضوي يموّل من أوقاف المسلمين الجزائريين، فمدينة الجزائر العاصمة وحدها وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت 70 بالمئة من خراجها هو من هبات الوقف التي تنفق على هذا الوعاء التعليمي الديني، فلا نستخف به و كما يقال: *من جهل شيئا عاداه*

      إنّ الإخفاق التربوي و الفشل التعليمي لا ينبغي ربطه بالمسجد و *المدرسة القرآنية* و لا بالزاوية التعليمية*، عار و عيب أن تمسّ مؤسساتنا التعليمية التقليدية المقدّسة بسوء، ففشلكم و إخفاقكم التربوي و التعليمي لا ترجعوه و لا تلحقوه للمسجد و لا للكتاتيب القرآنية، و نحن نملك من الأدلة و البراهين و الحجج الدامغة ما نؤكد قطعا و يقينا أنّ متفوّقي التلاميذ و نجبائهم و أصحاب المعدلات الرفيعة، في جميع مستويات التعليم هم خريجوا *المدرسة القرآنية* و من الذين تلقّوا تكوينا تعليميّا قبليا في المسجد، فأبعدوا أيّها الفاشلون و الراسبون في منظومتكم *المسجد* و *المدرسة القرآنية* عن حلبة الصراع، و ابحثوا عن أسباب فشل المنظومة التربوية في مجال آخر، فإطاراتكم التربوية العاملة في الميدان تعرف السبب الحقيقي للفشل التربوي، و أنا لن أقوم مقامها في تعداد أسباب الفشل، الذي هو صنيعتكم من الداخل و ليس من خارج المجال التربوي.

    إنّ علاج الفشل التربوي و التعليم ليس مردّه إلى * العربية الفصحى* بإبدالها بالعاميات و اللهجات و السوقيات، فالتدريس بالعاميات هو مشروع استدماري خطير قديم جديد، و الذين يرفعون شعاره اليوم هم يروّجون للهيمنة الاستعمارية على وطننا المفدى من جديد، عن طريق نشر مشاريعه القديمة التي فشل في تسويقها يوم كان يتحكم في رقابنا.

* العاميات* سياسة المبشرين باستعمار الجديد، و الخطر الداهم الداهم، الذي يسوق لتفجير أوضاعنا و خلق بؤر توتر جديدة عن طريق ما يسمى بالاصلاح التربوي و معالجة الفشل بفشل أخطر منه، و هو خطر قادم يجرف البلاد و يقضي على العباد، و يبتر جسورنا و يفصم حبل تواصلنا الروحي و القومي و التاريخي العربي الإسلامي، بربطنا بحضيرة البحرالمتوسطية وحينها لا دينا يبقى و لا ما نرقّع.

أيّها الفاشلون: أعلنوها صراحة عن خلفيتكم السياسية التي توارونها من وراء حجاب، و عبّروا  للناس صراحة عن نواياكم من إصلاحاتكم التي نشم منها رائحة التغريب و الموالاة لسيدتكم لالالكم*فافا* و لا تلووا أعناقكم بعيدا فالفشل أسبابه هي بين أعينكم ومن حولكم... هذا و السلام



  • محمد لعروسي حامدي
    بعد أن قضيت فترة زمنية في التعليم الثانوي انتسبت في سنة2000م إلى وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف فاشتغلت فيها: مفتشا للتوجيه الديني و التعليم القرآني....
   نشر في 05 غشت 2015  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا