تعتبر القراءه من أوسع مصادر العلم والمعرفه ففي لسان العرب تقول "قرأت القرآن " اي لفظت به مجموعا "وقرأ الكتاب" أى تتبع كلماته نظرا سواء نطق بها أو لا وتقرأ بشده علي الراء أى تفقه وتنسك إن أول كلمه خاطب بها جبريل عليه السلام سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام هي كلمه إقرأ التي هي مفتاح العلوم وفي لسان العرب يحيلنا الفعل الثلاثى قرأ إلي معنى آخر يتعلق باللحمه حيث إن قراءه الشيء تعني جمعه وضم بعضه إلي بعض وسمي كتاب الله بالقرآن لأنه يجمع السور ويضمها في نسق وهو ما تؤكده الآية الكريمه (إن علينا جمعه وقرآنه) أيضا من القوه البلاغيه, أن يتصل معنى القراءه بالولاده وصناعه الحياه فمثلاً أن تقول "قرأت الناقه" أى ولدت وأن تقول عن امرأه حامل بأنها ما قرأت جنينا قط بمعنى أن رحمها لم ينضم علي ولد سوي إلا وأجهضته قبل أن يكتمل ...!
ولماكانت القراءه منذ القدم من أهم وسائل إثراء الوعي المعرفي وصفه مميزه للأمم وجدت هذه العباره"الكتب عياده الروح " مكتوبه علي إحدى المكتبات الكبري للمصريون القدماء.
تحولت القراءه إلي شغف ومحلا للكتابه والتأليفمتجسده فيالكاتبالأرجنتيني البرتو مانغويل من خلال أعماله ( فن القراءه وتاريخ القراءه وذاكره القراءه) ففي كتابه ذاكره القراءه يتحدث عن اعتقاده بأن في كل كتاب نقرأه نوعا من التواصل مع الآخرين لأننا نحتاج إلى وجودهم للخروج من العزله أيضاً تحدث عن القارئ المثالي بأنه قادر علي الوقوع في غرام إحدى شخصيات الكتب التي قرأها, بينما تحدث آخرون ومنهم "العقاد" واصفا القراءه بأنها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياه واحده لأنها تزيد هذه الحياه عمقا وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب, وسئل "فولتير" عمن سيقود الجنس البشري فأجاب قائلا : هم الذين يقراون...!
فبالقراءه تحيا المجتمعات حياه راقيه.