ليتني امرأة عادية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ليتني امرأة عادية

قراءة نقدية في رواية " ليتني امرأة عادية " .

  نشر في 30 أكتوبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

إنتهيت من قراءة رواية ليتني  امرأة عادية ، للكاتبة هنوف الجاسر ، الكتاب الذي ازال سبب تعجبي لتكرار طباعته للمرة الثالثة عشر ،

بلا شك عنوانه سيلفت إنتباه أي فتاة ،

الذي بدأ بأسلوب تمني !!

(ليتني) .. يليه طلب التمني " إمرأة عادية "

فيتبادر في ذهن اي قارئة استفهامات تعجبية !!

- الهذه الدرجه يصل رجاء بطلة الرواية إلى ان تكون عادية ؟!!

اهي سندريلا مثلا ؟!!

أم انها فتاة تعاني من خللا يقلل من نظرتها لذاتها ؟!!

ما الذي يميز البطلة لتتمنى هذا التمني ؟!!

إضافة اللي غلاف الكتاب الذي تميز ببساطته  ونعومته ، ولونه الأبيض وصورة الفتاة الشقراء بوشاح رقيق وملامح بريئة ، وزهور وفراشات تتطاير حولها ،

مما اكسبه طابعا انثويا يتماشى مع رقة الفتاة ، ويوحي ببساطة المحتوى كنظرة اولية ،

وهذا بلا شك سيكون ميسرا لمن يحبذ ويبحث عن مثل نوعية هذه  الروايات ، البعيده عن الغموض والتعقيد والأحداث المحشية ...

منذ ان بدأت بقراءة السطر الأول ، وجدت نفسي مشدودة في متابعة القراءة .. السرد بسيط وسلس ، اللغة غير متكلفة ،

المشاهد متتالية ، وتسير على وتيرة واحدة ، والاحداث بسيطة وغير كثيرة ،

كل قارئة لهذا الكتاب ستجد نفسها بطلة الرواية " فريدة " !!

كأنها تقرأ سيرة حياتها ؛ نظرا لطابع الرواية الإجتماعي ، الذي

يتحدث  عن صراع النظرة الجاهلية المستمرة للفتاة ،

إنها خلقت لتكون " زوجة " لرجل ،

لا يعترف بها في المجتمع إلا  إذا تزوجت ، 

وإلا فهي ستظل عالة و لن تسلم من ملاحقة القيل والقال ،

ستظل مهمشة وغير معترف بها ككيان مستقل في وسط اسرتها ، وتظل تعيش كالمحارب محاولة منها لإثبات ذاتها وطموحها ،

كما جسدته بطلة الرواية "فريدة "

فتاة ذات علم وطموح وثقافة عالية ،

تأخرت في زواجها حتى وصلت سن الثامنة والعشرين ،

ومرت بثلاث تجارب عاطفية فاشلة ،

لا تريد الإرتباط من رجل تقليدي بحت ، ولا تهتم بالأشياء التي يهتم بها باقي فتيات جيلها ،  تهوى رفقة الكتب ، ولديها الكثير من الشهادات التي تزين جدران غرفتها ، تتمنى ان تكون مصممة أزياء وكاتبة وعالمة ، ومغنية ، كان لديها طموح تصل لعنان السماء !!

كانت فريدة في شخصيتها كإسمها،

إلا انها قد انحرمت من ابسط حقوقها ؛ كونها عزباء وكون كل ذا لا يساوي شيئا في نظر المجتمع

كما قالت :

(حزينة جدا ...
ليس لأني كسرت ظفري ، أو قصصت شعري اكثر من اللازم ، حزينة.. لأني تيقنت ان ابسط احلامي لن تكون حقيقة ! )

يرى المجتمع وسيظل يرى ، ان الفتاة .. مهما تعلمت ، مهما تثقفت ، مهما انتجت ، مهما حققت ، مهما ارتقت ووصلت ،

كل هذا لا شيء ...

( إن تزوجت سيعترف بها !!

وسيصفق لها الجميع !! )

تختم كاتبة الرواية حياة " فريدة "

بتكليل زواجها ودموع والدتها التي تتساقط فرحا ، وفرح باقي اسرتها والمحيطين بها ،

ولتنتهي قصة الفتاة " فريدة " ،

كإنتهاء صراع كل فتاة عزباء مع الذات وطموحها ومحيطها ،

بعد إقامة مراسيم زواجها !!

"( لاشيء الذ من أن تكوني بطلة نفسك، أن تهزمي أنكسار روحك وعجزك الذي أطعموك إياه مع الحليب، أن تملئ نقصك الذي صار جزءً من عقيدة معطوبة، أن تمضي في هذه الحياة امرأة شجاعة تعرف ماذا تريد وتعرف كيف تحصل عليه، أمرأة كهذه يهابها الجبناء من الرجال ، وتغار منها الفارغات من النساء ليست مغريه للصداقة ولا للحب ) ".

لخصت الكاتبة هنوف الجاسر  وبكل براعة ، معاناة الفتاة العربية في 85 صفحة ، تاركة في تلك السطور رسالة لكل فتاة ان لا تستنقص من نفسها ،

ان تهتم بنفسها وتحبها؛ لأجل نفسها وليس لأجل رجل ،

ان تهتم بهواياتها وتتمسك بأحلامها لتحقيقها ، ان تخصص وقتا لذاتها ،

تكشفها وتفهمها وتهتم بها ،

اقرأي كتب ،

مارسي هواياتك ،

تنزهي مع ذاتك وصديقاتك ،

تعلمي شيء جديد ،

اسعي نحو طموحك ،

جددي عقلك وشخصيتك ، 

لا تأبهي للمجتمع ونظرتة القاصرة كونك عزباء ، لا ترمي نفسك على أي رجل لمجرد الزواج !!

 ولتحقيق طموحك !!

كوني شجاعة واكسري القيود ؛

لتكوني وبكل فخر

امرأة غير عادية .




  • 22

  • بسمة
    اهوى قراءة كتب الذات وتأمل الصباح وسماع الموسيقى وشرب الشاي
   نشر في 30 أكتوبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

حلا عليمات منذ 6 سنة
تَحمست لِقرأتها
1
بسمة
اقرائيها ي حلا ، ستعجبك إن شاءالله ،
وانصحك بقراءة رواية : ولك العودة لشادي احمد ، رواية خفيفه وسلسه .
( لاشيء الذ من أن تكوني بطلة نفسك، أن تهزمي أنكسار روحك وعجزك الذي أطعموك إياه مع الحليب، أن تملئ نقصك الذي صار جزءً من عقيدة معطوبة، أن تمضي في هذه الحياة امرأة شجاعة تعرف ماذا تريد وتعرف كيف تحصل عليه، أمرأة كهذه يهابها الجبناء من الرجال ، وتغار منها الفارغات من النساء ليست مغريه للصداقة ولا للحب ) ".
هذا ما اعجبني مما كتبته بسمة ، و لعلك غصت في أعماق الرواية بحثا منك عن فهم المرأة الغير عادية فيما هذا التفرد و لو أني أشعر في عمقي أنك تفهمين ذلك جيدا ربما لأنك امرأة غير عادية في جانب من جوانب حياتك أو ربما لأنك تحملين بقلمك رسالة نبيلة للمرأة الغير عادية
على كل حال أعجبني طرحك بسمة و تلمست تفننا في تحليلاتك..رائع بدون شك...
2
بسمة
كروعه حضورك ... شكرا لتعليقك الذي اسعدني "
.سميرة بيطام
أسعدني كيانك المبدع...أفرحني منطق القوة فيك و فخورة أني ارسل احرفا لبسمة العثماني كرصيد اضافي لي لمن قرأت لهمن...ممتاز..استمري.
أحببت أن اقرأها قبل أن أضع لك تعليق ، فعلا أحببتها كانت رواية تحاكي واقع مر تعيشه المرأة العربية ، رغم نهايتها العقيمة تلك التي لم أكن أتوقعها ، إلا أنها كانت رواية جميلة ،
لدي بعض النقاط التي لم أحبذ تواجدها في الرواية البته مثلا لماذا جعلت من فريدة المتميزة في نظرنا كقراء الرواية فتاة تدخل مواقع الشات والمنتديات وتنسج أكثر من علاقة حب !
فعلا صدمتني لأنني أؤمن أنها لو لم تفعل لكانت حقا فريدة بشكل أكبر ،و تمنيت لو كانت الخاتمة مدهشه بشكل أكبر للقارئ .. فلم أصدق كيف تكون فريدة في حياتها ثم يعصف بها القدر لأن توافق وتماشي مجتمعها النمطي ببرود ، هناك مواطن في الرواية أحسست وكأنها جعلتني امقتها بعض الشئ !
عذرا على الإطالة ..
.. إطلالتك في عالم الرواية راائع استمري في تحليلك (:
2
بسمة
اصبتي يا يسرى ، انا ايضا استوقفني موقف فريدة في عالم الشات ! فلو ان الكاتبة جعلتها فريدة في الخلق لكان اكمل واجمل ، فالتفرد والتميز لا يقتصر على الفكر والروح !!
اما بخصوص النهاية ، فهي نهاية واقعية يا يسرى يتماشى مع واقعنا الإجتماعي !
فالفتاة مهما كان متميزة في العلم والعمل والفكر والشخصية ، فهي لن ترتبط من اميرا نظرا لمميزاتها !
نهاية الرواية واقعية للأسف ولو انها خيبت املنا ،
سررت بقراءتك للرواية يا يسرى :)
دمتي متألقة .
ابداع . دمتم متألقين
1
ملخص ممتع استاذة بسمة موفقة
0
بسمة
اشكرك ..... ``
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
تلخيصك للرواية الم باحداثها ،واضحة بدون غموض تماما كتصويرك لمن كتبتها،( صراع النظرة الجاهلية المستمرة انها خلقت لتكون زوجة لرجل)لي تعقيب على هذه الجملة لانها مسلمة لا تناقش فالله خلق حواء من ادم لتكون زوجته ،وهي الغريزة الموجودة في كل واحدة منا لا تنقص من قدرنا ،بل تزيده العلم يرقي العقول والبحث عن الانسان المناسب واجب حتمي لمن تريد حياة كريمة اكثر منها سعيدة ،مسلمات هذا رايي فارجو ان تقبليه دام قلمك جملة استعرتها من تعليق وتناسبك جدا بالتوفيق
3
بسمة
اهلا بك وبتعليقاتك القيمة ،
صحيح ما ذكرتيه اختي سلسبيل ، لكنني قصدت بقولي ( صراع النظرة الجاهلية المستمرة انها خلقت لتكون زوجة لرجل ) لم اقصد حكمة خلق المرأة !

إنما قصدت حصر وجودها ككيان ،
مهما توظفت ومهما تعلمت ، كل هذا لا شيء ، المهم ان تتزوج ، حتى والديها ! لا يهدأ بالهم إلا بزواجها ..
وفي ذلك تحطيم لذاتها وكسرة لقلبها .
Salsabil Djaou
شكرا للتوضيح وصلني مفهومك بالتوفيق و تشرفني متابعتك لي.
creator writer منذ 6 سنة
ملخص جيد بسمة ، قمت بتحميل الكتاب اليوم و سأقرأه قريبا بإذن الله ..
1
بسمة
قراءة ممتعة وشيقة ،
موفقه ~
سارة منذ 6 سنة
لم استطع انهائها لانني توقعت ان تكون نهايتها ككل نهاية عزباء فاتها قطار الزواج كما يدعي مجتمعنا العقيم ، لا اخفيك سرا لقد رايت نفسي في شخص البطلة لاننا جميعنا نقبع تحت رحمة مجتمع لايرحم، الهنوف ابدعت وانت اجدتي القراءة دمت.
1
بسمة
شكرا لك سارة ~
صحيح ماذكرته ، انا ايضا فوجئت بنهاية قصة فريدة الذي انتهى بزواجها !!
وما السبب سوى :
لأني لم اتوقع ان النهاية ستكون هكذا لفتاة تجاوزت قطارها كما يدعي المجتمع !!
احمد شندي
أحسنت في وصفك الرائع

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا