ما قل وكفى .. خيرٌ مما كثرَ وألهى !
سِعة 1
نشر في 21 مارس 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
منذُ خمسة أشهر بدأتْ رحلتي مع التبسيط .. والانبساط كما أُحب أن أسميها :)
بدأتْ الرحلة -للأسف- بلُغة الفرنجة .. وأقولُ للأسف لأنني بحثتُ كثيرا عن محتوى عربي يروي عطش ذهني ويجيب كثير من تساؤلاتي حول إمكانية التطبيق العملي للفكرة فلم أجد محتوى جيدًا سوى فيلم وثائقي للجزيرة ومدونتين عربيتين توقفتا بالفعل !
بدأتْ حينها فكرة الكتابة عن هذا الموضوع بالعربية تتخمر في ذهني .. لكنّ صدفةً جميلة جمعتني بحديث للرسول جلعتني أعقد العزم على أن أُكمل ما انتويته .. أوليست الحكمة ضالتنا ؟ أولسنا أولى بها !
الحديث القديم الجديد .. قرأته قديما وأدهشتني بلاغته وجماله وبهاؤه جديدًا .. هو حديث طويل يقول الرسول في جزء منه " ما قل وكفى خيرٌ مما كثرَ وألهى" ..
مدهشٌ في مبناه ومعناه ! المعنى واضح والمبنى يُطبق المعنى ! أيّ جمال هذا .. الجملة ذاتها قليلة كافية , ليست كثيرةً ملهية ! وهذا المعنى المرجو منها !
المعنى الدقيق للبساطة هو الاستغناء عما يمكن الاستغناء عنه ليتبقى ما لايمكن التخلي عنه بأي شكل من الأشكال .. هذا الحديث مثال جلي للبساطة .. فلايستطيع المرء منا حذف حرف واحد منه !
"ما قل وكفى".. أتامل كلمة "كفى" .. تلك الكلمة النادرة ! متى آخر مرة قلنا بأننا مكتفون وراضون بما نملك ؟ متى قلنا لفلان/ة وجودك يكفيني :")) أو أنت كافٍ جدًا بالنسبة لي :"))
"ما كثر وألهى" .. علة الرضا بالكفاية .. لأن الكثرة تلهي عما هو ضروري ومهم ! الكثير ممن نظنهم أصدقاءحقيقيون قد يلهوننا عمن هم مهمون لنا بالفعل .. الكثير ليس دائمًا أفضل!
كان هذا الحديث دافعي لأبدأ ب "سـعة" .. سلسلة المقالات أو الخواطر التي سأدوّن فيها رحلتي مع التبسيط والانبساط :) لـمـاذا اخترت اسم سعة؟ .. لأن البسطة من العيش هي سعته .. ولأن تلك السعة كانت أول ما لمسته من تغيير في حياتي بعدما بدأت في تطبيق التبسيط .. فالتخلي عما هو غير ضروري أنتج لي سعة مادية ومعنوية تريح وتمنح سكينة ورضا وانسباط ! .. وجدتُ أن مقياسي في معرفة ما هو "ضروري وغير ضروري " هو السعة التي أشعر بها بعد التخلي عن الشيء .. هل كانت تستحق؟ إذا كانت الأجابة بنعم .. إذن هو غير ضروري !
في الخواطر القادمة سأتناول توثيقي لما لاحظته وتعلمته من التبسيط .. وسأحاول أن أشرح مبادئه , فوائده , عيوبه والعواقب التي قد تقف في طريقنا أثناء تحقيقه ..
دمتم بودّ :)
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)
التعليقات
أتمنى تكتبي بعد كلمة الرسول (صل الله عليه وسلم) كتمييز عن أي شخص أخر
كم انت رائعة زهرة في صراحتك..شجاعتك..حبك للمواجهة
احسنت.أنا معجبة بقلمك أكيد
وفقك المولى
وكأنك لا تصفين البساطة فقط, بل وتطبقينها في الوقت ذاته