لا احد يراني عندما ابكي ليلاً، لا احد يقف الى جانبي، حتى اسرتي يمكنها التخلي عني فأنا لست مهماً عند أحد!

كل هذه الافكار  تراودني وقد تراودك عزيزي القارئ وفي هذه المقال سأُعَلِّق  على هذه العبارات او ما يشابهها..

هذه المقالة للاشخاص الذين يشعرون بالوحدة مع وجود اشخاص حولهم مثل الاصدقاء والعائلة

اولاً: لماذا اشعر بالوحدة؟

قد يكون شعور الوحدة موجوداً داخلك عزيزي لكن هل الوحدة موجودة بالفعل؟ انت شخص حساس للغاية -وقد اتكلم في مقالة اخرى عن الحساسية المفرطة- قد تكون جُرحت من أحدهم، وتمت أذيتك من قِبَله وهو شخص عزيز عليك -او كان على الاقل- لذا فإن أذيته لك كانت عميقة وكبيرة حتى انك -كما تظن- لا تستطيع الاستشفاء منها لذلك انت عالق في الماضي وقلق في الحاضر ولا تريد المستقبل..!

وبما أن من سبب لك هذا الأذى كان قريباً منك فإنك -تقريبا- فقدت الثقة بالجميع وتعتبر اي نوع من المساعدة هو نوع من التمهيد للاستغلال العاطفي!

اذاً قد يكون السبب هو ما رويته لك عزيزي القارئ او شيء يشابهه قد حدث معك، ابحث في سجلات الماضي عن جرح ثقيل رمى بك في الهاوية، وستجده غالبا.. حتى لو كان في وقت الطفولة!

انت تشعر بنوع من عدم الاكتفاء بالنفس وتريد ان تصل اليه وهذه المقالة قد تساعدك..

حتى انت تعلم بأنك لست وحيداً فالجميع بجانبك ويحبونك ويريدونك فلا تسمح لمجرد شعور ان يبدأ بالتحول الى افعال غير سوية!

 انت فقط تطلب حلاً للوحدة-التي في دماغك- هو ليس بيدك! انه بيد الله سبحانه فلماذا تتعب نفسك بتمني اشياء ليست بيدك؟

 حسناً ما الذي بيدي؟ بيدك الدعاء بيدك العمل بما تستطيعه في علاج المشكلة وليس بالبحث عن طريقة غير صحيحة مثل العلاقات الالكترونية! 

اعلم ان الامر صعب، لكن حدد سبب هذا الشعور وحُل السبب ثم اعمل بالاسباب وسيكون الله معك ان ابتعدت-من اجله- عن مسببات غضبه سبحانه

ثانياً: كيف احل هذا الشعور؟كيف اتحكم به؟

 مما يطمئن القلب ان التحكم بالمشاعر موجود! لكنه ليس سهلاً يحتاج تدريباً ، ويجب علينا فهم هذه المعادلة اولاً، وهي : فكرة ثم شعور ثم سلوك..

اذاً الشعور اساسه فكرة! مثلا مثال بسيط يوضح الفكرة: كنت في الطريق الى منزلي فقابلت صديقتي برحابة صدر ولكن قابلتني هي بالجفاء والثقل فهنا تبدأ الافكار -حسب كل شخص ونوع تفكيره- فمثلا قد تأتيني فكرة : لماذا تعاملني هكذا هل فعلتُ شيئاً خاطئاً؟ فيصل بي الى شعور الضيق والحسرة والتوجس ثم الى جلد الذات والبكاء والاكتئاب وهكذا تحولت الفكرة الى شعور ثم الى سلوك (فكانت الفكرة سلبية فولدت مشاعر سلبية ثم تحولت الى سلوك سلبي)

مثال اخر: قابلت صديقي محمد امام الجامعة وكانت طريقة استقباله لي غير مناسبة فعندها بدأت بالتفكير: ما هذا؟؟ كل الناس تتغير في لحظة؟ انا فعلا منصدم من تغير محمد المفاجئ، وبدأت اشعر بالكره تجاه محمد وفي المساء عندما عدت الى منزلي قابلت محمد مرة اخرى وقال لي: اسف على طريقتي وقت لقائنا في الصباح لكنني أمر بظروف عائلية صعبة أرجو ان تسامحني وتعذرني! وهنا بدأت افكر انني كنت مخطئاً في حق صديقي وعادت مشاعر الحب تجاه محمد الى مجراها!! 

كل هذا حصل في يوم واحد تغيرت مشاعري تجاه شخص بسبب فكرة! 

لهذا يجب ان تعرف الفكرة التي ولدت عندك مشاعر الوحدة، هل هي فكرة عالقة بذهنك عن شخص تشتاق اليه؟ ام هي ذكريات مع شخص ما؟

ثم يجب عليك تغيير افكارك، اعرف ان الامر ليس سهلا لكن يجب عليك المحاولة ويجب ان يكون صديقاك في هذه الرحلة هما القلم والورقة

ويجب عليك ايضا ان تكتب كل المواقف التي تعبر عن حب الناس اليك.

وهكذا اكون قد انهيت مقالتي سائلةً الله تعالى ان يفيد بها الناس وعلى رأسهم انت ايه القارئ (: