التدمير الذاتي... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التدمير الذاتي...

  نشر في 02 أكتوبر 2017 .

التدمير الذاتي...


هيام ضمرة...الشرفاء يصرخون ويستصرخون أصحاب القرار من أهل المبادئ والهمم، إذ ما نفع الملاهي الليلية في السياحة وجذب المستثمر ، ولأي حد على الأهالي والسكان أن يحتملوا تلك المشاهد وأشكال التجارة الفاسدة التي تجري قريبا منهم وعلى مشارف قريبة من أعين أبنائهم، إنها آفات يندى لها الجبين، ووقاحات لا تداري نفسها وتفقأ أعين المارين، بؤر فساد وإفساد تحوي كل أشكال ما هو ضار وخطير ومنافي للشرع والدين والقيم في مكان واحد، للأسف أنها في أغلبها أماكن مرخصة لشخصيات متنفدة بإسم زوجاتهم أو عشيقاتهم الأجنبيات

أمر مؤسف أن نكون أمة عربية محافظة مرجعيتها الأساس الاسلام الذي هو عبارة عن قيم أخلاقية تهذب النفس وتحفظها من الانصياع لهوى النفس وشذوذها لتصون انسانيتها وتحفظ كرامتها وصحتها النفسية والجسدية، لأن تنداح أخلاقياتها نحو منحدر السقوط في أجل بسيط وسريع الترتم

أستغرب حقا لم الإنسان سريع السقوط في المفاسد يهرع للمخدرات ليرتمي في أحضانها هروبا من أوهامه ومشاكله، فتشبع فيه التوهان وتفتت قواه وتبيد عافيته وتذهب بأهم جهاز في جسمه الانساني ألا وهو العقل، فما نفع الانسان بلا عقل ولا إدراك كالبهائم الهائمة على وجهها لا تدري لها هدفا

الوضع في بعض الدول العربية بات مزريا ويحتاج لحملة تنظيم قانوني وتنظيف ونزع شوك سام شديد التدمير، الوضع لا يقتصر على مسألة تنفيس البعض بما أسموه الحريات الشخصية وليس هناك معنى حقيقي للحريات الإنسانية المتداولة في واقع الأمر، وكأن هناك توجيه من قوى شيطانية ذات تأثير مهيمن تدفع نحو بلبلة العقل الانساني العربي، وإبعاده عن التفكير الايجابي السليم، ونزع قيم أصالة باتت تركد في قاع الضمير العربي بسبب الهجمات الاعلامية المتلاحقة التي تبث السم بالدسم وتزين للناس السيئ والأسوء لتجعله يسيرا مجملا لهدف لا يخفى عن الحكماء في السعي نحو تدمير انسانية الإنسان وإخماد ثورته على المجريات التي تتعدى على حقوقه وتجعله مجرد إمعة تتلاعب به أنامل المتلاعبين، وتحط من قدره وكينونة انسانيته، الانسان أقدس ما في الأرض بل أقدس ما في الوجود خلقه الله فأحسن خلقه ليكون شاهدا ويكون عليم، لهذا السبب سلمه الله زمام نفسه وجعله قيما على الانسان والأرض في آن، لأن الأرض خلقت لتكون ملاذه الآمن ومصدر رزقه ومحور رزقه ومنفس حياته، فكيف يؤخذ بالإنسان إلى أسباب ضياعه وانحطاطه وجعله سببا لتديره الذاتي وتدمير الحياة البشرية فوق البسيطة

بؤر الفساد باتت تمارس كافة أشكال الفساد بلا رهبة ولا مخافة ربانية ولا حتى انسانية، فالانسان نفسه بات لا يبالي بأخيه الانسان ولا ينظر نحوه نظرة المسؤولية ولا حتى الانسانية والجميع بات يريد استغلال الجميع بلا أدني مهابة، فبدءا بالسكر والعربدة وضياع العقل في متاهة الغياب والدعارة وتجارة الرق الأبيض وما هو بالحقيقة إلا بلون القطران ولزوجته المثيرة للاشمئزاز، وتجارة المواد المخدرة الخطيرة على سلامة العقل والجسم في آن واحد، وتجارة السلاح التي باتت رائجة وتجري في ضوء النهار وأمام كل العيون، ةعدوى استعراض العضلات والعنف واستخدام الشفرات والمدي الصغيرة الحادة،حتى بات قتل الانسان لا يترك بالنفس شيئا من مراجعة أو احساس بالذنب، قتله وقتل الحشرة يتساويان بالمقدار في ميزان قاتل فقد بنفسه هو الآخر انسانيته حتى صار مصدرا للارهاب والعنف واللا انسانية واللا وحشية لأن الوحش يقتل من أجل الحياة فيما الانسان يقتل لإشباع غريزة توحش كامنة هو من يحركها في داخله مدعوما بهوج الانسان ذاته

هل درى أصحاب مواقع اللامركزية الادارية دورهم التطبيقي في نصوصهم القانونية المتعلقة بقوانين البلديات ودورهم بالاصلاح الاجتماعي وحماية المجتمع من الآفات الاجتماعية الخطرة والمدمرة؟؟

إذن ليعرف أصحاب اللامركزية ومجالس البلديات دورهم هذا، وليشتغلوا بالموازاة بينه وبين المشاريع الانشائية والاقتصادية لمناطقهم ومحافظاتهم، ليأتي عملهم متساوقا مع الأدوار المنوطة إليهم، وليعلم كل مواطن أن دوره غير مغيب ليكون أداة الدفع لهؤلاء بالاصلاح الاجتماعي واحداث التغيير الحقيقي، فاللامركزية هي توسيع دوائر الديمقراطية واشراك المواطن أكثر في صنع القرار وبالتالي للمواطن الحق أن يدافع عن قيمه وسلامة مجتمعه ومستقبل أبنائه، فلا حضارة تنمو مع المجون والآفات الاجتماعية المخربة، ولا حياة اقتصادية ناجحة في ظل الضياع وحصاد الالتياع

فكم هو مسيء وظالم وصم مجتمع بلد بكامله بالأسوأ من المسميات بسبب تفشي دعارة في تلك البلد ترتبط بالفئة القليلة المتدنية أخلاقياً، فينظر مثلا لكل لبنانية أو مغربية أو تونسية على أنها مشروع جاهز للتعامل مع الدعارة ، هذا ما أسميه الظلم الاجتماعي بالوصم الجماعي.. سيكون حريا على مجلس النواب تحريك قضية ملاهي الليل الجديدة على المجتمع الأردني المحافظ وأن يتم وضع قوانين صارمة لها إذا كان لا بد وتهربوا من مسؤولية ازالتها نهائيا

المسارات القانونية تعد جدارا آمنا مانعا لحفظ الحقوق الانسانية وعدم تقييد الحريات ورفع الحقوق الانسانية كأن يجد صاحب عقار نفسه جارا لهذه الأماكن الموبوءة ويعيش هاجس الخوف على أبنائة وسمعة بناته وتهرب أهله وأصدقائه عن زيارته

المهمة تحتاج لمسؤولين يدركون أخلاق مسؤولياتهم ويسعون جادين للاصلاح واحداث التغيير الايجابي في ابعاد المخاطر عن الشباب وحمايتهم من الآفات الدخيلة

أعتقد أن المؤسسات الأمنية تعمل بأقصى طاقاتها للاحاطة بكل مهددات الأمن والمجتمع، لكن تفشي الفقر وجيوب الفساد يطيح بالعقل الانساني ويجعلة عرضة للمرض النفسي المؤدي للتطرف والجنوح وارتكاب الغريب من ردود الأفعال.. فمن وراء الفقر بالمنطقة ونشر الفساد غير قوى خارجية مهيمنة تستخدم وسائل تدميرية غير السلاح والحرب حتى إذا ما دمرت العقل والضمير العربي يسهل احتلاله فكريا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا وتركيعه لسيادتها


  • 2

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 02 أكتوبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا