لا أعرف ما هذه القوّة الّتي تحرّك الإنسان تلك القوّة الّتي تجعله يتمسّك بالحياة رغم كلّ ما يحيط به من مشاكل و هموم. لكن اليأس لا يعرف طريقا لقلبه. لربّما قد يناقضني البعض و ينتقدونني قائلين: "لكن بما تفسّرين إرتفاع نسب الإنتحار في العالم أجمع؟" الإنتحار هو قمّة اليأس هو القشّة الّتي تقسم الحبل السرّي الرّابط للإنسان بحبّ الحياة. الإنتحار، الإنتحار، التّفكير في هذه الكلمة و ربطها باليأس و السّواد و الظّلام جعلني أعي تلك القوّة الّتي تحرّك غريزة الإنسان المجبولة على حبّ الحياة. تلك القوّة الّتي لا تدفع الإنسان للإستلام تلك القوّة الّتي تجعله يقف بعد كلّ رطمة مدويّة بالأرض تلك القوّة الّتي تجعله يرتبط بكلّ شعاع مضيء حتّى ولو كان سرابا. تلك القوّة هي الإيمان: الإيمان بغد أفضل بحياة رغد بعد حياة الكبد الإيمان بأنّ لكلّ نجاح في إمتحان مكافأة. و مكافأة المجاهد هي حياة النّعيم حياة بلا قيود حياة ترف لا متناهي. الإيمان بأنّ بعد كلّ ليل ستشرق الشّمس من جديد. هذا الإيمان بالتّفاؤل هو وليد إيمان آخر. إيمان روحيّ، إيمان باللّه، إيمان بأنّ اللّه جلّ جلاله من قال: "و لا تقنطوا من رحمة اللّه". و أنّه قال "لقد خلقنا الإنسان في كبد" لا يرتاح إلاّ بتجاوزه الإمتحان- إمتحان الدّنيا- إذا تجاوزه بنجاح تجاوز معه الإمتحان الأكبر- إمتحان ما بعد البعث ليسكن خلدا لا تعب فيه. هذا الإيمان هو ما ينقص كلّ منتحر نفذت لديه هاته الشّحنة و لم يشحنها من جديد.فنحن بشر قد تقارب شحنتنا على النّفاذ لكن يجب أن نشحنها دائما بعبادات لا نحوّلها إلى عادات و نستمتع بإمتحان نعرف مسبقا أنّ جائزة ناجحيه ما لا عين رأت و لا أذن سمعت.
-
Dr. Marwa Mekni Toujaniأستاذة جامعيّة - مدونة مستقلة