رؤى في المسألة الاخلاقية والدينية.
رؤى في المسالة الدينية والاخلاقية
نشر في 13 أبريل 2016 .
المعاناة هي التي تولد لديك تجربة وإيمانا دينيين ناضجين وناجحين التدين السهل لا إنساني وسطحي ومهزوز في يقينياته ورخو في إيمانياته لانه لم يعش التجربة ، ويمكن أن يتأثر بالتحديات وينحني لها ويهزم عند كل سجال واقعي في معترك الحياة الرحب والثرى بالتفاعلات المعرفية والانسانية المختلفة .
التدين السهل يفقد تماسكة لأنه لم يمتد الى عمق التجربة الروحية الحية ولم يتأثر بصدمات الحياة وصداماتها المختلفة ولذلك لم يبني ذوي التدين السهل عَلى ضوء التجربة فهمًا لكيفية عمل الله في الحياة والتاريخ والربط بين حركة الأحداث المقدرة وإذا قرأوا قصص الأنبياء لا يقرأونها للعبرة بل لمجرد الحكي الخالي من بعد تدبري موغل في الخيال الذي يعيش تجربة النبي ومخاضات المواجهة وأحاسيسه المتعبة والقوية في مواجهة ذوي الباطل ومكائدهم من الناحية الواقعية ، الباطل بطبيعته متجرد أيضا من البعد الإنساني وليس الإيماني فحسب، فيما الحق على النقيض متخم بالايمان والإنسانية ...
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال كما جاء في الحديث"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" بمعنى ان الانسانية تنطوي على خصال اخلاقية فطرية متأصلة فيها ،ومهمة الرسول هو تتميمها أي إعادة تنشيطها وبعثها من جديد وتهذيب اتجاهاتها لتكون أكثر تحقيقا لسوية الانسان بحيث لا تخرج عن إطار التوحيد إلى الشرك أو إرضاء الذات لانها عندئذ تفقد معناها واستمراريتها أي تفقد حوافزها المحركة لها باستمرار اي الإخلاص لله ...
إذا التدين ليس حالة مثالية متعالية عن الواقع الإنساني إنه انخراط مستمر في الحركة الانسانية يهدف الى ترشيد الانسان وبناء الوعي الذاتي لديه الوعي المستجيب للمعاني الإيجابية المختزنة في صلب الفكرة الدينية وما تنشده من تحقيق الوجود الانساني السوي الإيجابي المؤثر في مظاهر الانسان ومضامينه القادر على صناعته وبناء جملة الوعي الانساني المتقدم لديه ، الانسان الذي يأخذ بكل الأدوات والوسائل المحققة لوجوده بشكل أفضل..
كما أن التغيير ليس عملا ميكانيكيا بقدر ما هو اهتمام بأحاسيس الناس أيضا، وهذا ما ينشده الدين أساسا تغيير الانسان من داخله من ذاته حتى ينال رضا الله الذي يعينه على تغيير واقعه وما حوله
✍🏻رداد السلامي
-
رداد السلامي...