بين أفكارنا ومصادرنا
أفكارنا تنتمي إلينا
نشر في 13 غشت 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أفكارنا تنتمي إلينا، فعندما يبدأ الكاتب في سرد تجاربه وخبراته وآرائه الخاصة فهو يجمع خلاصته الفكرية وخبرته الشخصية ومواقفه الحياتية ويقدمها للقارئ، أما عندما يحدث المتلقي عن موضوع ما فإنه يتوجه إلى البحث والاطلاع ويجمع له أفضل ما يجد من مصادر متنوعة فمن أين يا ترى يجد أفضل المصادر؟
الثقافة والاطلاع
كل كاتب في بدايته قارئ نهم لهذا فثقافته واطلاعه متناميين مع الزمن، فكثيرا ما يكتب الكاتب في مجال يكون أكثر من الاطلاع فيه بتلقائية أو توسع في قرائاته عنه فعندما يكتب يكتب بطلاقة بدون الحاجة للرجوع لمصادر في نفس فترة كتابته، وعادة بعد قراءة موضوع أو كتاب تتفاعل الأفكار حوله ويرغب صاحبها في تدوين ناتج وصل إليه ورأي كونه عن الموضوع سواء ملخص أو نقد أو ثمار جديدة ناتجة من تفاعل المدخلات وأفكاره المسبقة وقياساته وقرائاته القديمة، فتكون الكتابة ارتجالية كمحصلة للثقافة التراكمية للكاتب.
البحث المنظم
عندما يطلب منا الكتابة في موضوع جديد أو نسعى نحن للتطرق لمجال حديث في كتاباتنا، فإننا نلجأ وقتها للبحث المنظم حول الموضوع وفروعه وتفاصيله، وذلك على كل من مستوى القراءات أو الاستماع أو الاستقصاءات أوالبيانات الرقمية، ويفيدنا هذا على التوازي في اتساع مداركنا وتراكمية اطلاعنا، فتصبح المعلومة في نفس الموضوع تلقائية مستقبلا والكتابة فيه ارتجالية سلسة.
المناقشات والحوارات
من أوسع الناس ثقافة هم من يتحاورون مع الأكثر اطلاعا وخبرة منهم فيكتسبون معلومات ويطالعون فكر آخر ولو مختلف ويبنون وعي تراكمي يزداد مع مرور الوقت، لذا نرى مجالس المثقفين وصالونات الأدباء والكتاب تجمعهم لتبادل العلوم والمعارف والنقد، وكذلك بعض مجالس الأصدقاء المشتركين في نفس الاهتمامات، فيزداد كل منهم بجليسه ويتعرف على الجديد من المختلف عنه فتتسع مداركه ويبني قياسه الخاص ثم يصب كل هذا المزيج في كتاباته المستقبلية ناسجا لوحة من أكثر من فكر وبناء من أحجار متنوعة الخامات.
متابعة المجالات ذات الاهتمام
في ظل انفتاح العالم على جميع وسائل التواصل والاعلام الجديد والرقمي، أضحى متابعة أحدث المجالات أمر سهل للجميع ومن خلاله يتابع كل فرد ما يمكن قرائته ومشاهدته وسماعه في مجالات اهتمامه من صحف ومجلات ونشرات علمية وتحليلات وصوتيات وفيديوهات، وذلك من بلد منشأها الأصلي أو الدولة التي تتميز بالتطور في هذا المجال، خاصة ان ساعدته اللغة على الترجمة من اللغة الأصلية للعربية، وكما نشاهد الكثير من الناس يرتحلون من بلد لآخر بأغراض مختلفة مثل السياحة والعمل لكن القليلين جدا هم المهتمون بنقل التجارب وترجمتها ونشرها كتابة للآخرين، فهو مجال جدير بالاهتمام حقًا.
ويتبين من هذا كيف يحصل الكاتب على مصادره وكيف تختلف وتتنوع تلك المصادر لدرجات كبيرة مناسبة لجميع المفضلات الإنسانية والتي تتباين من شخص لآخر، وتدريجيا تقوى البنية الفكرية للكاتب في مجالات اهتمامه فيتمكن من الكتابة الارتجالية والنقاش والتحاور في مختلف المجالات بدون إعادة البحث من مصدر فوري.