قبل أن تجف المياه التي اغرقت مدينة الأسكندرية أجد نفسي مضطراً للمقارنة بماحدث في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2005 حين ضرب اعصار كاترينا مدينة نيوأورليانز ، فبعد ساعات من المصيبة كان الرئيس الأمريكي جورج بوش (الأبن) في قلب الحدث يقف على الأوضاع بنفسه يتابع ما يجري يقد الخسائر ، يحمل الرمال مع المتطوعين لبناء سدود مؤقتة تمنع انهيار بعض الجسور ، يشعر مواطنيهم بمشاركتهم ماساتهم .

قي المقابل أجد أنه و بعد ساعات من كارثة الأمطار الغزيرة التي حلت بالأسكندرية (التي كانت عروس المتوسط) فشلت حركتها وقتلت العديد من أبنائها صعقاً بالطهرباء ناهيك عن الخسائر بالملايين ،

المشهد برمته مّثل فضيحة تجلت في مدى القصور والعجز الشديدين الذى بدت عليهما الأجهزة المحلية وكشف عن عورتها وفشها في التعامل مع مثل هذه الكوارث لإنعدام الأمكانات المتاحة أمامها فكان من الضروري التدخل من السلطات العليا لإيجاد تدابير عاجلة للكارثة وتبحث عن علاج دائم لها لضمان عدم تكرارها .

في وسط هذه المشهد المحزن ، كان الجنرال الهُمام يطير الى خارج البلاد في زيارة طويلة تشمل الامارات والهند ثم البحرين ، وبلا أي تقدير لمشاعر المصريين عامة واهل المدينة المنكوبة خاصة ، ظهر الجنرال وهو يتنزه بسيارة فارهة في شوارع العاصمة الإماراتية مع مضُيفة بن زايد !!.

هنا أتذكر قول الاستاذ خالد رزق رئيس تحرير اخبار اليوم حين قال ، أن السيد الجنرال يرتدي نظارته السوداء بشكل دائم حتى لا يرى المصريين دموعه التي يزرفها حزناً علي الفقراء .

لكن كيف اصدق هذا النفاق الرخيص وأنا أرى أفعال الجنرال تقضح هذا النفاق الممجوج ؟.

فالجنرال لم يكلف نفسه حتى ليواسي المنكوبين ببضعة كلمات تطيب من خاطرهم وتجفف القليل من دموعهم، يشعروا معها أن الرجل يشاطرهم أوجاعهم .

ألم يكن من الأولى أن يكون الجنرال مع السادة المسؤولين هناك في قلب المستنقع يبحث عن التعويضات المناسبة للمتضررين ويقف علي اسباب الكارثة لإيجاد العلاج ؟.

هل الزيارة ملحة إلى هذه الدرجة ؟. ألم يكن بالإمكان تأجيلها أو الغائها ، علي اعتبار أن هناك حدثا طارئاً ومصيبة حلت بمدينة بحجم وأهمية الأسكندرية ؟.

عدد الزيارات التي قام بها الجنرال للخارج جعلته يضرب رقماً قياسياً جديد هذا من ناحية ومن ناحية اخرى إذا كان حال البلاد بهذا السوء مع مع تكرار هذه الزيارات ، إذاً ما الفائدة من وراءها ؟. الم يكن من الأولى توفير تفقاتها للفقراء الذين يبكي من أجلهم السيد الجنرال ويخفى دموعه وراء نظارته العمياء.

من المشين بل من العار أن تجد رئيسك غير عابيء بمشاعرك كانسان حين يتركك في مستنقع وهو يعلم انك لا تجبد السباحة !