أحب تلك الكلمة البسيطة ، أن تكون ليناً لا تملك غطرسة المتعالين و لا خبث الماكرين ، اللين هو جمال القلب و فطرته الندية البسيطة التي وُلِد بها و نفخ فيه الروح ليكون أهلاً لها قبل أن يسلم نفسه لشر الدنيا و تعاستها، تحضرني عبارة قرأتها في مكان ما "فإنها الدنيا و رب البيت تفنى" و للحق لا شيء يستدعي أن نكون أشخاصاً ذوي قلوب سيئة هي زائلة و نحن زائلون ، حتى لو دفعتك المواقف لتكون شخصاً قاسياً فظاً تذكر أن كل ما تبتغيه من هذه الدنيا مآله الزوال ، نحن هنا ضيوف في هذه الأرض الطيبة ليس علينا سوى السعي الحلال و العبادة الحسنة للخالق -سبحانه-، و حقاً من أصدق مواقف اللين التي قد تمر على الشخص أن يعطي و هو محتاج ، شاهدت مقطعاً لأحدهم كان يتظاهر بأنه تعرض للسرقة و أنه لا يملك المال و لا إثباتاته الشخصية و كان يحكي لبائعة خضار بسيطة تجلس على الطريق لتكسب قوت يومها ما حدث ، حتى أخبرته ألا يحمل هماً فما ستكسبه اليوم سوف تعطيه له و أنها ستدعوه للطعام في منزلها او ما شابه بالرغم من قسوة ظروفها فاجأها الشاب أنه من جاء ليسعدها و يزيد لها مالها بفضل الله، اعلموا أن اللين هو وتد القلب ، و هو الذي يحيد نفسك عن الأخطاء و الذنوب حينما توسوس لك بأن تقسو عليها بالمعاصي و على الآخرين بالظلم و الأذى ، أحسنوا ما استطعتم ، واسوا القلوب و احنوا على الضعفاء فالله سخر بعضنا لبعض إخواناً على هذه الأرض لا أعداءً و كارهين ، و لا تحزن مما ارتكبت من مظاهر القسوة في حياتك فالله دائماً بانتظار توبتك ، عودوا إلى الله عرجى و مكاسير و سيقبلكم في رحابه و لا تكونوا أبداً من القاسية قلوبهم ، ما أود قوله علموا أولادكم و أنفسكم أن أبسط الخير و الصدقة قد يفتح لك المغاليق و إن كانت كلمة و إن كانت ابتسامة، حفظنا الله و إياكم على لين القلب و نقائه و باعد بيننا و بين قسوته و غلظته.
-
فاطمةأُدعى فاطمة ، فتاة في مقتبل العمر ، أتخبط بين الأشياء و بعضها، أكتب من باب الترويح عن النفس لكنني لا أستطيع أن أجزم أن ما ستجده لدي احترافي و مبهر ، لكنه صادقٌ و هذا جُلّ ما أعرفه.🤍