لفصل الشتاء في كندا سحر غريب. سحر الدفء والثلج...والأنوار.
أغصان الأشجار العارية أزهرت ثلجا.. وأضواء الشوارع انعكست على أرض مترعة بالثلج فلاح بريقها يخطف الأبصار. أتذكر ولدي وهو يشرح لي بحماس كي يزيد من تفاعلي كيف أن حبات ورقائق الثلج ما هي في الحقيقة إلا بلورات دقيقة وكل بلورة هي بناء هندسي مختلف. أغمغم: سبحان الله.. سبحان الله
كثيرون هنا يتذمرون من فصل الشتاء.. لياليه المملة.. والبرد المتغلغل بين العظم واللحم. ولكني حين يحل الشتاء ولا تتساقط الثلوج، يأخذني الحنين إلى هذا البياض الأخاذ الذي جادت به السماء.. يطهر الأرض والنفوس.
حتى اللقاء بالأصدقاء له طعم خاص في فصل الشتاء.. طعم الشاي الأخضر بالنعناع.. يحيي في النفس حب البلد الأم.. وعبق السنين.
نلتقي ونتحاكى، الغريب أن الجميع به شوق للكلام، لم نلتق منذ شهر.. شهرين ربما..
جميعنا يريد أن يحكي كل شيء، ويبحث عن أذن، أراقب أحيانا الأفواه، فأجدها جميعها متكلمة، في تمرد واضح.. ومعركة مصيرية عمن ينتصر أولا ويجعل الآخر يصغي له...
الغريب أن الجميع ينتصر.. فتجدهم ينصتون ويتكلمون في آن.. في تحد واضح لقوانين الطبيعة.
الأصدقاء.. والشتاء.. وجلسة الشاي.. ودفء الكلمات..
كل عام والشتاء في كندا وفي العالم...بردا وسلاما علينا.
دمتم رائعين.
فوزية لهلال
التعليقات
دمتم رائعين... وانتى كذلك دمتى رائعة ومتالقة سيدتى فوزية لهلال أينما كنتى
انت حقا رائعة ... كلماتك تاريخ بلا أرقام ..دمت
مقال لذيذ كم سمعت عن شتاء كندا من صديقاتي وها هوا مقالك يخطفني من منزلي اليك لأستشعر ذلك الجمال على حقيقته , رغم انني ارى بالصور كثير لشتاء كندا ولكنني استشعرت اكثر عندما قرأت كلماتك وبياض الثلج الناااصع يااااااه اللهم ارزقني زيارة لكندا في فصل الشتاء .. راق لي قلمك حقا .. تابعتك