"لا تحلموا بعالمٍ سعيدٍ ما دامت (إسرائيل) موجودة،هذا ما قاله الشهيد باسل الأعرج.
الطريق إلى القدس بات معروفاً لدى أشبال قباطية،القدس تعرفهم جيّداً،وهل تجهل الأم أبناءها؟! تناديهم حزينة مأسورة مشتاقة بأن تعالوا قد طال الفراق،قبل أربع سنواتٍ لبّاها الفدائيّون الثلاثة:أحمد أبو الرُّب،أحمد زكارنة ومحمد كميل،واليوم قد لحق بهم الفدائيّ الصغير محمود عمر كميل،صرخ"لبّيكِ يا قدسي،لبّيكِ فإنّي مشتاق".
سبعة عشر عاماً كانت كفيلةً أن تنير دربه وتغرس في قلبه فلسطين،أن تجعل الحق نور شمسٍ في عينيه،أن يرد على كل من خان وباع وطبّع ب"نحن ما زلنا هنا،نحن من هذه الأرض وإليها،كلنا لفلسطين".
رغم صغر سنّه،إلا أنه كان مدركاً إلى أين هو ذاهب،فالقدس نادتنا،فهل لابن قباطية ألّا يلبِّ النداء ؟ّ!
عطّر أزقّة القدسِ بدمهِ الذي فاح مسكاً،اخترق الحواجز والمدن بسلاحه حتى يلقى محبوبته القدس،آلاف الجنود المدجّجين بأسلحتهم لم يستطيعوا إيقافه على حاجز،متيّمٌ هو بأرضه،أسدٌ في هيبته،مغوارٌ في شجاعته.
رسم الخريطة بدمه وسلاحه غرّد"أنا البوصلة"،صعدت روحه أما سلاحه فما زال بيننا...فهلمّوا واحملوا السلاح من بعدي.
"أموت وسلاحي بيدي،لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوّي"،قالها غسّان كنفاني،وطبّقها شهداءُ فلسطين.
فهنيئاً لك يا شهيد،هنيئاً لك فوز الشهادة.
-بتول نزّال
قباطية
الشهيد محمود عمر كميل
-
Batool Nazzalبتول نزّال، 17، كاتبة صاعدة، فلسطين