من سجل الذاكرة :
تميزت طفولتي بصحبتي عبر سلاسل قصصية بالفرنسية لمجموعة من الشخصيات الأبطال أطفال مراهقين و شباب أهم شخصية تأثرت بها علي الإطلاق كانت "أليس" الأمريكية و التي حررها مجموعة كتاب رجال لفائدة أطفال و مراهقين امريكيين جيل الخمسينات و الستينات و السبعينات. كبرت معها و مع سلسلة أخري بطولة ليز و آن و لحق بهم أبطال ذكور أهمهم ميشال...
كانت القيم التي يؤمنوا بها هي قيمي كمسلمة نصرة الضعيف فعل الخير ثم فعل الخير و ليس سوي فعل الخير. طاعة الوالدين الكريمين و الحرص علي إسعادهم بالسلوك السوي و السليم و الفاضل...هذه معاني جليلة كلها تعلمتها من أليس، ميشال، ليز و آن و مادي و و ...
عجيب مفعول قصصهم علي، كنت جد حساسة بطبعي و كل ما اقرأه أعيشه في ذاتي و أعصابي و نفسي و أتخيل كل شيء حقيقة واردة في واقع وردي، فطفولتي و مراهقتي كانت بمثابة حلم في واقع الكوكب...
لهذا كانت تبدو لي الحياة حكاية تتخللها أحداث محزنة و أخري سعيدة و علي أطفال مثلي و مراهقة مثلي بعدها أن يلعبوا دور البطولة فيها، لهذا رآني والدي رحمه الله باكرا جدا أسعي لتقديم يد المساعدة في كل شيء...أهتم بالضعيف و الفقير و المحتاج إلي درجة اصبحت أطالب أبي بمبلغ نهاية كل شهر لأوزعه علي المحتاجين في أندونيسيا و دول عشت بها و طبعا في بلدي الجزائر...
و في مرة من المرات وجدتني الوالدة الكريمة منهمكة في إنقاذ نحلة من مكان مظلم و ضيق في مستودعنا ببيتنا الأندونيسي فتعاطفت معي عندما خافت النحلة و لسعتني و عوض أن اصرخ من فرط الألم بكيت لأن النحلة ظنتني عدوة لها...في النهاية نجحت في إنقاذها...
و مرة وجدني والدي في بركة ماء بمثابة نافورة كبيرة تتوسط بيتنا أحاول أن أنقذ سمكة حمراء إصطدم ذنبها الكبير بمضيق حجري داخل بركة الماء...فأدخلت اصابعي بحذر شديد لألمس ذنبها و أنا أكلمها بصوت حنون لأطمئنها بأنها ستنجو و صفقت بيداي عندما بالفعل أنقذتها...
كنت في كل مرة افزع والدي الكريمين برغبتي الكبيرة جدا في مصاحبة الحيوانات و التعامل معهم كأنهم بشر و في مرة كدت أقع من أعلي جدار علي قارعة الطريق لأبعد قطة عن ببغاءنا الذي طار و حط علي حافة الجدار الذي يحف واجهة بيتنا و في مرة اخري صعدت أعلي شجرة جوز الهند و كدت اقع علي الأرض لأنني نسيت أنني معلقة اعلاه...
حقا كنت أري نفسي مجسدة في أليس روي و والدها جيمس هو ابي المغوار....
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة
التعليقات
اتمنى ان تفيديني بأسم قصة اليس التي تحدثتِ عنها
لدرجة صرت مضرب المثل في العائله بأنه الرسوم المتحركه والتلفاز تنمي الذكاء والخخ (طبعاً مع مراقبه من الوالدين)
والى الان مازلت اشاهد واقرأ قصص اطفال