خواطر

للمرة الثانية اتشرف بحضور "الملتقي الثاني لمنتدي الممارسة الافتراضية"والذي اقيم بمدينة طبرقة بتونس في نزل"دار إسماعيل"في الفترة من 14 الي18 ديسمبر .

ولقد كان الملتقي ختاما لنشاط عام كامل من الجهود والعمل من خلال مساقات منصة معهد الفضاء المدني، وتتوجيا لأعمال ابرز وانشط رواد ورائدات منصة معهد الفضاء المدني، حيث ألتقي اكثر من خمسة وعشرون رائد ورائدة يمثلون معظم البلدان الناطقة باللغة العربية من تونس والعراق وليبيا والمغرب والجزائر ومصر وموريتانيا والأردن وفلسطين وغاب عنا بكل اسف إخواننا من اليمن.

منذ البدايات الأولى للتحضير للملتقى وقد كان هناك إحساس بوجود بعض الصعوبات في تنظيم الملتقى الثاني ومما عضد هذا الشعور هو التأخير في إرسال الدعوات من الجمعية الشريكة بتونس لاتخاذ إجراءات إنهاء تأشيرة الدخول للأراضي التونسية، لما هو معروف عن وجود صعوبات وتاخر للوقت من جانب السفارة التونسية في معظم البلدان التي تحتاج إلى تأشيرة دخول لتونس، وهذا للأسف ما حدث لإخواننا باليمن الذين لم يتمكنوا من الحصول علي التأشيرة أما لصعوبة الإجراءات وأما لضيق الوقت بين استلام الدعوة وبين استخراج التأشيرة،

ثم كان الحدث الثاني وهو انعقاد الملتقى الثاني في مدينة طبرقة والتي تبعد عن العاصمة التونسية وعن المطار حوالي ثلاث ساعات ونصف، مما ارهق الجميع في الوصول الي مكان انعقاد الملتقى في نزل"دار إسماعيل" حتي ان رئيس معهد الفضاء المدني والمنظم الرئيسي للملتقي بذل جهدا فوق العادة في توصيل الرواد والرائدات الي مكان انعقاد الملتقى قائدا بنفسه للسيارة مدة طويلة جدا معرضا نفسه للجهد والتعب محاولا الا يظهر ذلك وقد كان، فتحية خالصة من القلب له علي ذلك وإن كان ذلك جزء يسير مما بذله مع بقية إدارة المعهد وسوف يأتي ذلك في حينه.

إذن فقد كان للوهلة الأولى نظرا لما سبق ذكره ان الملتقي قد يكون صعبا وبه بعض المشكلات، ولكن تسير الأمور علي غير ذلك ويكون الملتقي وبحق من اروع ما يكون اقامة وتنظيما وموضوعا وانسجاما، انعكس علي تعبيرات وانطباعات الرواد والرائدات.حيث كان الحماس والنشاط والود والمحبة والانسجام سمة الملتقي منذ بدايته حتي انتهائه في حينه.

فقد كانت جلسات الملتقي متنوعة ومفيدة وعملية حققت التطبيق المطلوب الذي يجب أن نسعي اليه من خلال المشاركات في منصة العالم الافتراضي، حيث تم مشاركة الجميع بلا استثناء في جميع أعمال الملتقى سواء إدارة للجلسات او المناقشات او حتي التحضير لهذة الأعمال، فقد كان دور إدارة المعهد الإشراف العظيم ولكن تركت مساحة كبيرة للرواد والرائدات للتفاعل والنشاط والانخراط في اعمال الملتقي بشكل رائع وفعال اعطي صورة عملية تطبيقية للعمل الجماعي التعاوني الايجابي تحقيقا لاهم اهداف الممارسة الافتراضية واهم إيجابيات الملتقي.

فقد كان اسلوب توزيع المهام والادوار علي كل المشاركين المتواجدين بالملتقي من اهم النقاط الايحابية، لما اعطت الثقة للرواد في الادارة والتقييم والاقدام وتطبيق مفاهيم العمل الجماعي بشكل رائع ومفيد، واعطي الإحساس بأن الملتقي هو مسئولية للجميع قبل أن يكون مجرد تشريفا بالحضور والتواجد فقط، فقد عرف الجميع ان تواجده هو تكليفا بأن يحمل علي عاتقه نشر ونقل ومشاركة المعرفة، فعلا وليس قولا، وبالفعل اثبت المتواجدون هذا الشعور وجعلوه شعارهم وكان ظاهرا في نشاطهم كما ظهر ايضا عند عودتهم بلدانهم.

والجدير بالذكر ان عملية انتخاب المكتب التنفيذي - بعد تغيير اسم اللجنة التتسيقية - كانت منظمة ومرتبة بشكل اكثر فاعلية من ذي قبل وافرزت انتخاب عناصر ممثلة لمعظم المشاركين تمثيلا قد يكون عادلا ، وتحلي المشاركين في العملية الانتخابية للمكتب التنفيذي بالحماس والفاعلية، يملؤهم الدافعية للعمل الجماعي في جو من التنافس الرائع ، فتحية لهم لمزيذا من العمل والإبداع نحو منتدي ممارسة فعالة.

ولا يفوتني ان اعبر عن امتناني وشكري لاصدقائنا الذين رافقونا طيلة اعمال الملتقى من جمعية الشمال المغاربي، متوجين ذلك برحلة رائعة الي معالم مدينة طبرقة كسرت روتين الاعمال واضفت مزيدا من السعادة والود بين الرواد والرائدات وتركت انطباعات جميلة مخلفة سعادة وبهجة تعلق بالاذهان فترة ليست بالقصيرة، والحق يقال ان تواجد أصدقاءنا من الجمعية الشريكة ازال بعضا من الانطباعات الأولية عن ضعف اللوجستيات عند بداية الملتقي وغطي عليها مثل عدم توافر إنترنت بالغرف ومثل صغر حجم القاعة ومثل بعد مكان الفندق، ولكن تلاشي كل ذلك بما اظهروه من تواجد ونشاط ومشاركة فعلية وجدانية مع الجميع،فتحية وتقدير لهم علي ما بذلوه.

ثم يأتي مسك الختام بتوزيع شهادات المشاركة ولكن تكمن الروعة الإختلاف في ابتكار نوع جديد من التقدير لنشاط ومشاركة وتميز الرواد في المساقات عن طريق درع المعرفة الذي يعطي دفعة وحافز قويا للتميز والإبداع ليس لمن اسعده الحصول عليه هذا الملتقي ولكن ايضا للسعي من قبل جميع الرواد للحصول عليه تكريما لجهوده، فهو يخلق نوعا من التنافس الرائع بين الرواد. وكان الأجمل عدم نسيان من لم يتمكن من الحضور بسبب صعوبات لا دخل له بها، فكان العرفان والتقدير للحاضر الغائب، فكل التحية والاحترام لمن فكر وابتكر ذلك وكل من نفذ وساهم في انجاحه.

وأخيرا وليس اخرا

فلا توجد عبارات تعبر عن الشكر والامتنان لفرسان معهد الفضاء المدني الذين يستحقون اسمي ايات العرفان والتقدير

المعلم فوزي جويليد

الأستاذ الرائع خالد لبحر

المتمكن والمتميز حمزة النعيمي

القاهرة 21/12/2018