أيُعقلْ أنّ عُمُرا يمضي...في تقدير الله .. هو ساعة.. و بعدها تقوم السّاعة !
يا الله .. ما أقصر أعمارنا و إن طالتْ..و ما أضيقها و إن امتدّتْ..
يُسافر قلبي عبر أقطار الدّنيا..يسجد دهشة لما خلق الله من جمال..و يتساءل:فكيف الجنّة إذن؟
كأنّ الدّنيا ليست إلاّ عيّنة عطر غالية..يرشُّنا البائع بها رشّات مُحتشمة إلى حين ندفع الثّمن..
نرى حولنا عظمة الخلق و جمال الكون..
و لكن.. كأنّ الدّنيا عسلا غير مُصفّى..و ذهبا مشوبا بمعادن أخرى..
كأنّها الأمواج في مدّها و جزرها..
أو نوافد الذكرى عندما ترتعد حزنا أو فرحا..
كأنّها الشّمعة التي تُضيئ قلوب المحبّين.. و ذات الشّمعة تنطفئ في حضرة الوعد الحقّ..
ما أغرب أمرها..
مزيجٌ هي ..من زهوٍ و دمع..
من إرتباك و ثبات..وعزّة و مذلّة..
من إنبساط و انقباض..و خوف و أمن..
أحيانا.. تكون كرقصة مُحتشمة تحت نور خافت..
و أخرى..كرقصة فلامنكو في شموخها و تباهيها..
هل يُمكن أن يصفو كأس الودّ بيننا و بينها..فندخل مدنها المفروشة باللّؤلؤ و قصورها من الياقوت ونرتع في جنانها و بساتينها..
هل يمكن أن نحتسي خمرها..و نتذوّق عسلها..و نشرب لبنها..و نأكل من طيرها و فاكهتها..
هل يمكن أن نصحّ فلا نمرض ..و نحيا فلا نموت ..
و نفرح فلا نحزن ..و نلبس ثوب الجمال و الشّباب .. أبدا..
كأنّي بي أصف الجنّة..أجل..
الدنيا.. كأميرة..عجز اللّسان عن وصف جمالها.. وقفت أمام مرآتها ..فانحنت المرآة و أذاعت موسيقى الدهشة..و أطلقت ألوان التعظيم..و قالت:سبحان من صوّر فأبدع..و لكن عذرا سيّدتي ..
هناك أميرة أخرى..قيل لنا..بأن لا عين رأت مثلها..و لا أذن سمعت..و لا خطر على قلب بشر..مزاجها لا يتقلّب ..و جمالها لا يتحوّل..و ابتسامتها لا تنطفئ..
معظمهم يستبقون للفوز بها..
ومنهم فعلا من نصب جسرا يوصله إلى أبوابها الثّمانية..
التعليقات
عندما أفكر في الأخرة لا أستطيع تخيلها , لا أستطيع تخيل عذاب النار المقيم أو نعيم الجنة العظيم , لا أستطيع تخيل أن البشر سيخلدون فيها دون شيب أو موت